الجمهورية
منى نشأت
بعينك .. مشاهد.. سخيفة
رأيتهما يلتقيان.. ولم يكن بينهما أي توافق.. شاهدتهما معا في أحدث عرض لأكبر بيوت الأزياء وتكرر اللقاء بين لونين لم يكونا علي وفاق النبيتي والبرتقالي ومع التكرار يتنحي الرفض ويحل الاعتياد.. وتأتي الألفة مع موافقة وقبول يعقبه رضا.
سنرضي في العام الجديد عما لم نكن نتقبل.. سنري شذوذا عن كل القواعد.. فنجد من ترتدي أكثر من قطعة مخططة أو تضع بجوار الأسود لونا آخر داكنا أو تخلط الأبيض بما هو "زاهي" لن تعبأ كثيرات بقاعدة "الثلاثة" التي علمونا اياها في أصول الأناقة.. بألا تزيد ألوان ملابسك كاملة عن ثلاثة ولا تقل فوجود البمبي أو الرمادي وسط الأبيض والأسود إضافة محببة.. ودخول ثالث بفن وسط اثنين يزيدهما ثراء كطفل بين أبويه.
الآن تري العيون ثورة ألوان.. تجمع وتفرق دون احساس بلون.. تذكرنا اننا نحيا عالما ثار بتحريض علي الثوابت والأصول والأخلاق والذوق.
تمرد.. مرفوض
التمرد كان علي المرفوض.. وصار علي الطبيعي والإنساني.. وكل جميل.. اعتدنا القبح أو نكاد.. وألفنا الصناعي حتي صار طبيعيا.
كل نساء الشاشة شعرهن طويل.. الخصلات صارت تباع علي الأرصفة.. الشفاة كلها منتفخة والخدود بارزة حتي في الرجال.. وجاري البحث عن رجل سهر ليله يناجي الحبيبة أو يكتب أشعارا فغاصت منه الخدود أو نال من عيونه ارهاق.. قليل من انهاك يمنح الفرصة للاحساس بأنه مارس أي حياة.
الاعتناء الفظيع بالمظهر انساهم ان هناك رسالة علي الشاشة لن تجد حوارا مع ضيف يحمل جملة واحدة جديدة كل الضيوف يكررون.. كل المذيعين يعيدون نفس الأسئلة مع اختلاف الحدث.. نتوق لسماع فكره.. ابتكار.. لكن من أين يأتي ومعظم البرامج تحولت إلي معني المهزلة.
الامعان في اللاأخلاق صار السمة الغالبة.. والكل ينتهج "اللي تغلب به العب به" انهم يلعبون بنا وبجيل من أولادنا.
قلة.. ذوق
وتعالوا نقول.. علي قناة الحياة برنامج اسمه ضربة حظ.. المذيعة رزان مغربي التي أوقفت عن العمل.. عادت لنسمع في برنامجها مغني قدمته علي انه مهندس.. فوقف ينادي فرقته "يالا.. يا سوسو" لا يعرف ماذا يغني فسمعنا منه أغنية "يا لهوي" وضيف البرنامج يتكلم بلا مصحح.. فيقول "أحمد عدوية هو سبب لكل راجل".. والله لم أفهم الجملة ولا طلعت من البرنامج بأي معلومة أو ابتسامة أو طرفة.
علي نفس القناة رغدة شلهوب في "فحص شامل" تواجه ضيفها انت قليل الأدب؟ ولأن السؤال يحتاج تدني أخلاق يجيب الفنان "أيوه وقت قلة الأدب".
السؤال: ماذا تضيف هذه البرامج.. وماذا تسحب منا.
ثم ما هذا السيل من برامج يقدمها ممثل.. وما هو مؤهلاته لرسالة اعلامية في مجتمع وصل حاله لما وصلنا إليه ويحتاج من يمد اليد ليعيد تثقيفه.. قد تحب ممثلا لكن هذا لا يعني ان يقفز من التمثيل للتقديم هالة فاخر ورجاء الجداوي وريهام عبدالغفور وانتصار ومصور فوتوغرافي وواحد منتج.. وكل من له شوق أو حلم قديم.. حققه هذه الأيام الملخبطة.
ألف.. خسارة
وهذا عمرو أديب يسأل كريستيانو رونالدو من أين تأتي بكل الجميلات المعجبات.. ويجيب الضيف الأجنبي ليست لي الا امرأة واحدة.. وان كنت متزوجا فهذا السؤال عيب.. تخيلوا إلي أين وصلت أخلاقنا ولأين يأخذنا اعلامنا.. ويا رقابة.. الاعلام كفيل بهدم أسرة ومجتمع ودولة.. ويا خسارة الأخلاق والطبع المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف