الجمهورية
شكرى القاضى
ذاكرة الأمة .. "تمثال عبدالناصر".. في ذكري حرب السويس

اقتصر الاحتفال بيوم النصر علي العدوان الثلاثي علي محافظة بورسعيد باعتباره العيد القومي للمحافظة وواقع الحال ان يوم الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1956 من الأيام المجيدة في تاريخ مصر المعاصر وصدق الدكتور وليد محمود عبدالناصر عندما برهن علي أن هذا اليوم كان بمثابة نقطة تحول في التأريخ لحروب المقاومة الشعبية بمناهج التدريس في العلوم السياسية والعسكرية علي حد سواء. فقد كان حرب السويس آخر محاولة للقوي الاستعمارية والغربية لإسقاط ثورة يوليو والقضاء علي مصر الناصرية. وكم أسعدني إزاحة الستار عن تمثال للزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمناسبة مرور ستين عاماً علي حرب السويس.. تمثال عبدالناصر الذي تأخر تشييده طويلاً وضع بشارع محمد علي أمام محكمة بورسعيد في احتفال شعبي مهيب.
ومخطئ من يظن في ذلك اليوم الخالد كان انتصاراً سياسياً فحسب فليس صحيحاً ما تردده إسرائيل وقوي الرجعية من خلفها بأن مصر قد تعرضت لهزيمة عسكرية علي الأرض. وهذا أمر مخالف للحقيقة. فقد تصدت المقاومة الشعبية ببسالة للعدوان الثلاثي الغاشم ببسالة منقطعة النظير. وحالت دون الاستيلاء علي قناة السويس مجدداً بعد قرار عبدالناصر التاريخي بتأميمها يوم السادس والعشرين من يوليو عام 1956. فقد راهن عبدالناصر علي الشعب وكسب الرهان. فإذا به يصعد علي منبر الأزهر الشريف ليتحدي جبروت إنجلترا وفرنسا وخلفهما الكيان الصهيوني وسرعان ما استجابت الجماهير للزعيم وتدفق الآلاف من منطقة القناة وما حولها علي بورسعيد لمقاومة العدوان الغاشم والحيلولة دون تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة.
ويمكن للأجيال الجديدة رسم صورة ذهنية لتلك الأيام العصيبة المجيدة. فقد كانت طائرات الدول الثلاث تغطي سماء المنطقة وتقصف المدنيين بشراسة تمهيداً لإنزال قواتها علي أرض بورسعيد. بينما كان الجيش المصري علي الجانب الآخر بالضفة الشرقية معزولاً عن المقاومة الشعبية في وضع عسكري بالغ الخطورة. ولنا كان طبيعياً أن يتخذ عبدالناصر قراره الحكيم بانسحاب القوات المصرية من سيناء وبالفعل تمت عملية الانسحاب بشكل منظم وسريع وبدون خسائر تذكر. وإذا بالجيش المصري الباسل ومخابراته العامة الوليدة يلتحمون بالمقاومة الشعبية لإفشال العدوان الثلاثي. وعندما تحتفل مصر بذكري يوم النصر تتذكر رجالها الأبطال من قادة الثوار الذين أشرفوا علي تدريب وتسليح آلاف المتطوعين من المقاومة الشعبية. فسوف يسجل التاريخ أسماء زكريا محيي الدين وكمال الدين رفعت ومحمود عبدالناصر وغيرهم. أولئك الأبطال الذين أسهموا في تغيير دفة تلك الحروب وقادوا المقاومة الشعبية لدحر العدوان الثلاثي علي مصر بمنتصف خمسينيات القرن العشرين.
ومضات قلمية
** "والصبح إذا تنفس" عنوان المقال الرائع للكاتب الصحفي مؤمن الهباء. فكم أحسست بنبض قلمه. وبصدق مناجاته التي تحولت إلي حروف خضراء تزرع الأمل في النفوس.. تأمل كلماته وهو يصف لحظات بزوع الفجر: "ها هو الصبح يتنفس بهذا الإبداع الرباني. ويأخذ شهيقاً عميقاً يجدد خلايا الكون ويفتح مسامه. ليبث فيه اكسير الحياة.. هذه اللحظات جديرة بأن نعيشها ونستمتع بها. ونحرص عليها. فكل شيء في الكون يترقب لحظة الميلاد الجديدة. ليأتي النهار ويمحو الظلمة. ومهما طال الليل وثقلت أستاره. فسوف يذهب الظلام حتماً ليأتي النور. فنبصر الحقائق من حولنا. وتذهب منكرات الليل. وسبحان من يخرج الحي من الميت. ويخرج النور من الظلمات".
** آخر الكلام:
"متعة الكتابة" غائبة. دعوني أعترف بذلك. لأن أروع ما يمكن أن يخطه القلم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بواقع الكاتب وأحوال وطنه. فالكتابة ليست حرفة. بل هي مجموعة خبرات وتراكمات حياتية والتزامات أدبية وأخلاقية توجه حملة الأقلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف