المستشار محمد محمد خليل
خواطر مصري .. إخواني المسيحيون
ما أجمل الأعياد. تأتي علي شعبنا بالفرح. والسرور والسعادة. والهناء. ننعم في صباحها بالأمان. ويمضي مساؤها بالراحة والاطمئنان. نبعث التهاني من القلب إلي قلوب أحببناها. وأحببنا مشاركتها لحظات الابتسام. وساعات السرور.
ما أجمل الأعوام. وهي تمر في شفافية روحية. وسعادة قلبية.. يقبل علينا العام الجديد بعد الاحتفال بمولد سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم. بعقبة عيد الميلاد المجيد. استعد فيه مع أكبر أبنائي لمصاحبة صديقي جابر عبده. وابنيه مايكل. بيشوي لتوفي بموعدنا السنوي لمشاركتهم الاحتفال بالعيد في كنيسة الصاغة بطنطا. حيث نلتقي بأحبائنا وإخوتنا المسيحيين وعلي رأسهم الأب مكسيموس. والأب حنا ليبدل البرد القارس بدفء محبتهم وبعزف الأناشيد والتراتيل الدينية. ونتغلب علي الطقس المخيف. باطمئنان اللقاء الحنون الملئ بالمحبة والعظة.
سعادة فياضة. تحيطني وابني أحمد ونحن في زيارة الكنيسة لنهنئ أصدقاءنا. وأحباءنا بعيدهم المجيد. لنكتب في أعماق التاريخ. كيف يعيش المصري مع المصري دون نظر إلي اختلاف الديانة.
لم يفرق بيننا زمن. ولم يكن هناك في يوم من الأيام سبب يفرقنا.. جمعنا حب الوطن المفروض علينا جميعاً. نغني سوياً "حب الوطن فرض عليّ افديه بروحي وعينيه"... توارثت هذا الحب من أبي وأمي رحمهما الله. كان لأبي صديق قبطي ارتبط به ارتباطاً وثيقاً علي مدي سنوات عمره. وكانت الوالدة رحمها الله تصادق زوجته السيدة نرجس. وكان من بين جيراننا السيدة فريدة. والسيدة أولجا. أحبت والدتي كلاً منهن حباً شديداً. تزورهن في أعيادهن. وتبعث إليهن في مولد الرسول صلي الله عليه وسلم حلوي المولد النبوي. والتمر وقمر الدين في رمضان. تعود من يمرض منهن. وتسأل عمن تغيب. ولا يمنعها تدينها وتمسكها بدينها. وسماع إذاعة القرآن الكريم علي مدي اليوم. لم يمنعها ذلك من الارتباط الوثيق بهن. ذلك أنها تعلمت أن الإسلام يحض علي الحفاظ علي الجار. والتودد إليه. والسؤال عنه. والاطمئنان عليه دائماً.
علمنا الإسلام أن نصون حق الإنسان وماله من حقوق نحفظها ونرعاها والتسامح الكامل في التعامل اليومي.
أنتظر يوم السادس من يناير ليلة عيد إخواني المسيحيين علي شرف لقاء الأب مكسيموس. والأب حنا. بمصاحبة صديق عمري جابر عبده جرجس تاجر المصوغات بطنطا. الذي لم اعرف عنه سوي حب الخير. ورعاية جاره. دون النظر إلي ديانته والأمانة في تجارته. والخوف من الله في علاقاته مع عملائه. وأصدقائه. وجيرانه. ولقد شرب منه ولداه مايكل وبيشوي وهم جميعاً حريصون علي تأدية صلاتهم في كنيستهم كل يوم أحد ولم يمنعهم تدينهم عن توطيد العلاقات الطيبة مع أصدقائهم وإخوانهم من المسلمين..
نقول ذلك. ونعلم أن حريقاً هنا أو تدميراً هناك سواء في مساجد المسلمين أو كنائس المسيحيين لا يفرق بين مصري. ومصري. تدعونا إلي التغلب علي كل الصور التي تدعو إلي الفرقة والتمزيق للوطن فلا خاسر إلا المصريون. وهو ما يدعونا إلي الانتباه الدائم. واليقظة الخلاقة.
كل عام وإخواني المسيحيون بألف خير وسعادة.