الجمهورية
لويس جرجس
2017 الميلاد أمل متجدد
ويدور الزمن دورته. ونصل إلي يوم سعدت فيه البشرية بميلاد جديد. ومعه وعد بأمل متجدد دائمًا بأن يسود الأرض السلام. ويعم الأمان كل البلاد. وينعم البشر بخيرات الرب الكثيرة التي يبددونها في حروب وقتال يدفعهم اليه طمع البعض دول وأفراد فيما يملك الآخرون. ورغبة في الاستحواذ علي أكبر قدر من الثروة والسلطة. والتحكم في مصائر العباد لكي يكونوا في خدمة أطماع دنيوية فانية.
لم يستغرق ميلاد الطفل يسوع عليه السلام. في بيت لحم بأرض فلسطين سوي لحظات مرت سريعة. مثله مثل أي مولود تضعه أمه في أي مكان في العالم طوال تاريخ البشر منذ خلقهم الله ودعاهم إلي تعمير الأرض. ولكن تلك اللحظات بالذات كانت مختلفة هذه المرة. حيث شكلت نقطة فارقة في التاريخ البشري. فمنها كان المثال لحياة الاتضاع والتواضع مهما علا شأن الفرد. ومنها انطلقت دعوة السلام بين البشر. ومنها أشرق علي العالم نور المحبة والإخاء. ومنها دعا الرب بني البشر إلي التسامح ونبذ الكراهية والحقد. ومنها كان الحض علي أن يحب البشر بعضهم بعضًا بنية خالصة. وأن يزيلوا أي فوارق مصطنعة بينهم لأي سبب يخترعونه.
صحيح أن العام الذي ودعناه منذ أيام قليلة كغيره من أعوام كثيرة مرت علي البشرية شهد أحداثًا مؤسفة داخلية وخارجية. فالحروب مستمرة. والأطماع مازالت تدفع الأفراد والدول إلي ارتكاب الجرائم البشعة في حق الانسان. وفيه شهدنا سقوط ضحايا وشهداء أبرياء لا ذنب لهم في أماكن كثيرة من العالم. ومنها ما فجعنا به في مصر قبل نهاية العام بأيام في الكنيسة البطرسية في جريمة بشعة اقشعرت لها أبدان البشر. وهي كلها أفعال لا تمت بصلة إلي ما تنبهنا اليه ذكري ميلاد السيد المسيح كل عام. من ضرورة التخلص من الأطماع والأنانية والكراهية. رغم كل هذا فان الأمل يظل قائمًا في أن دعوة المحبة والسلام والمساواة التي أتي بها الطفل يسوع يوم مولده المجيد ستتحقق يوما ما علي الأرض. فيسود الحب والوئام والوفاق هذا العالم. الذي يمتلئ بالكثير من الخير والجمال. وأن يتجه البشر إلي الانتفاع بكل هذه النعم بدلا من تبديدها فيما يغضب صاحب ذكري الميلاد المجيد عليه السلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف