الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
حكاية "السيارات الفارهة" حكاية مضحكة!!
قرأت في صحف "الخميس" قرار الحكومة بمنع استيراد السيارات "الفارهة"!!! لصالح الوزراء والمسئولين!!!
لم أتعجب.. فهذه هي "عينة" من قرارات الوزارات طوال الست سنوات الأخيرة.. قرارات "الرقص" علي السلم.. قرارات الأيدي المرتعشة.. قرارات لا تحل ولا تربط.. قرارات ليس لها مفعول ولا يترتب عليها أي شيء.. قرارات ترضي أمثالنا الذين جفت أقلامهم في الكتابة عما فعلته دول أخري كانت تعاني ما نعانيه نحن الآن فأرادوا اسكاتنا بقرارات "مضحكة" لا أكثر!!!
البرتغال واليونان حينما مرتا بنفس ظروفنا الآن قررتا إلغاء حكاية السيارات الحكومية بجرة قلم.. قرار من سطرين وربما سطر واحد.. كان مردوده أو مفعوله مليارات خلال أسابيع قليلة.. ومليارات أخري علي مر السنوات القادمة.. وفرت الدولة مصروفات مستقبلية أيضاً تقدر بالمليارات أيضاً.. بنزين وزيت وتصليح وقطع غيار وسائقين وسياس واستيراد وجراجات وجمارك... و... و... السيارة تستغرق ثلثي أو علي الأقل ربع ميزانية البيت العادي.. كل هذا يتم توفيره لرفع عبئها عن الدولة فضلاً عن ايراد بيع السيارات الحكومية التي تجري الآن في الشوارع!!! هذه مليارات ثالثة!!!
***
قارن عزيزي القارئ بين قرارات حكوماتنا المتأخرة جداً وقرارات الدول الجادة التي حينما تنادي بالتقشف تطبقه بالفعل.. لا بقرارات "مايعة" تحتمل تفسيرات كثيرة كلها ستكون في صالح فئة ما وليس الشعب الذي لا يهم الحكومات!!!
الحكومة تريد منع "السيارات الفارهة".. نص القرارات!!! ما معني السيارات الفارهة وأي موديل وأي ماركة.. وعموما.. كم سيارة فارهة تستوردها الحكومة كل سنة!!! انه الرقص علي السلالم..
***
ماذا لو اتفق الوزراء في إحدي جلساتهم يوم الأربعاء بأن يذهبوا جميعا إلي مكاتبهم صباح الخميس "اليوم التالي" في سياراتهم الخاصة.. لا تقل لي قد يكون الوزير لا يملك سيارة.. أمام منزل كل منهم أكثر من سيارة له ولزوجته وأولاده.. لا تقل لي الحراسة ونحن في ظروف ارهاب.. حرس الوزراء وهو فرع من وزارة الداخلية سيقوم بالواجب سواء كانت السيارة ملكاً للدولة أو ملكا خاصا للوزير.. بالعكس الارهاب من السهل عليه معرفة السيارة وراكبها ومواعيده عندما تكون سيارة الوزارة!!! نعم هناك من يجب حمايته بكل الوسائل لذا لن نمنع السيارات ذات المواصفات الخاصة ليركبها من يجب أن يركبها.. وهناك سيارات لن نستغني عنها ولن نمنع استيرادها مثل سيارات الشرطة والجيش والاسعاف والمطافئ.. مثلاً!!!
***
ثم هل التقشف الحكومي متوقف علي استيراد السيارات "الفارهة" فقط؟!!.. السفريات المتتابعة من عدد من الوزراء والنواب والمسئولين.. وكلها سفريات إلي الخارج بلا داع.. ويقال لابد من "توثيق العلاقات" مع كل الدول!!!.. نعم سنوثق العلاقات عندما يتوفر عندنا الدولارات فاستيراد بعض الأشياء الضرورية أهم.. في يوم ما أصدرت الوزارة قراراً بمنع سفر أي مسئول إلي الخارج إلا بقرار من رئيس الوزراء!!! أين هذا القرار؟.. مثلاً!!!
قلناها عشرات المرات.. وقالها غيرنا.. التمثيل الدبلوماسي المصري ضعف التمثيل الأمريكي.. وردت علينا وزارة الخارجية وعقبنا علي الرد.. وبالإحصاء والدراسة اتضح اننا علي حق ومع ذلك لم يحدث شيء.. فقط "حكاية السيارات الفارهة"!!! هي التي ستنقذ الميزانية!!! برافو يا حكومة!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف