المساء
هشام أبو الوفا
حلو الكلام .. آفة التشكيك!!
قمة العبث ما يحدث علي الساحة في حادث الرشوة الكبري التي شهدت أحداثها تغيرات درامية كثيرة وعجيبة لا يقبلها عقل ولا منطق وهنا لا أتحدث عما جاء في تحقيقات النيابة أو الرقابة الإدارية باعتبار ان ذلك محظور من النشر بأمر المستشار النائب العام لكنني سأتحدث عن التشكيك المستمر من زبانية جهنم ممن ابتلانا الله بهم منذ الإطاحة بنظام الاخوان الارهابي وحتي الآن.
وفوجئت مثل غيري بانتحار المستشار وائل شلبي الأمين العام السابق لمجلس الدولة علي خلفية التحقيق معه في القضية وطبيعي ان الحادث سيفرض العديد من التساؤلات حول تورط الرجل في القضية ومدي استفادته من الفساد الذي تحقق وبلغ مئات الملايين. لكن غير المقبول أن يتم تحويل المسألة بالكامل إلي قضية سياسية يدعي فيها المشككون ومدعو العلم ببواطن الأمور ان المنتحر قتل ولم ينتحر والحجج هنا جاهزة منها محاولة إغلاق ملف القضية باعتبار ان فتح الملف سيطول رءوسا كبيرة في مجلس الدولة ومنها ان المتورطين قتلوا المستشار حتي لا يعلن عنهم بل ووصل الأمر إلي حد اتهام النظام السياسي انه وراء كل ذلك تنكيلاً بمجلس الدولة ومستشاريه الذين قضوا بمصرية جزيرتي تيران وصنافير التي تدور خلافات مجتمعية حولهما منذ توقيع اتفاقية رسم الحدود البحرية مع السعودية.
والواقع ان ما أراه من كل هذا الهري هي أمور غاب فيها العقل لأن آفة مصر منذ عقود هي الفساد الذي حولها إلي دولة فاسدة فقامت ثورتان للتخلص من نظامين فاسدين وعندما بدأ النظام الحالي مواجهة ذلك الفساد بدأنا في التشكيك وكأننا نشكو ونثور علي الفساد وفي نفس الوقت لا نريد محاسبة الفاسدين. أما مسألة ان المستشار انتحر أم قتل فقد أكد الطب الشرعي انه انتحر فهل المتورطون اقتحموا السجن وقتلوه في غياب الأمن وكل العيون التي تحرسه وهل إذا أراد النظام التنكيل بمجلس الدولة كان سيترك هذا المستشار يقتل فتضيع فرصة الانتقام من مجلس الدولة ومستشاريه وفضحهم؟!
ثم لماذا كل هذا الكذب والادعاء في حق نظام أنقذنا من مصير مظلم وخرجنا جميعاً لنؤيده واتخذ من الخطوات الإصلاحية التي تعيد لنا مكانتنا إقليميا وعالميا وقد نختلف معه في بعض الإصلاحات باعتبار انها تمس محدودي الدخل لكن ليقل لي خبير اقتصادي واحد هل ما يتخذ من قرارات اقتصادية كان يمكن تأجيلها ألم نعان بسبب تأجيل مثل هذه القرارات لعقود طويلة؟
كفاكم تشكيكاً وسفهاً في تناول الأمور فلم نعد نتحمل غباءً أكثر من هذا وكل عام ومصر بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف