سامى عبد الفتاح
جهاز "الست الفاضلة" والكاف والسكر والدواء
زوبعة جديدة في فنجان قديم.. زوبعة اثارتها "واحدة" تبحث عن الشهرة. في فنجان الإثارة الإعلامية.. عندما خرجت علينا فجأة. وبدون مقدمات الست الفاضلة رئيسة ما يسمي جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية. ولا مانع عندي من أن اتهم شخصيا بالجهل بهذا الجهاز. الذي لم أسمع عنه في احتكار الحديد. أو السكر أو الدواء. وأزمات احتكارية تخنق المصريين يوميا. دون أن نسمع صوتا يواجه هؤلاء المحتكرين.. ولكن الست الفاضلة ومن وراءها. ارادت ان تعرف نفسها بصورة مدوية. فاختارت كرة القدم. وقبل أيام من انطلاق بطولة كأس الأمم الافريقية. لتقول لنا عجائب وغرائب من الجهاز بتاعها. الذي لا أعرف إذا كان حكوميا. أم أنه من نوعية جمعيات حقوق الانسان. التي تضع أنفها في كل صغيرة وكبيرة. من باب الشهرة. أو الابتزاز.. وأهم ما قالته الست الفاضلة. وأثارته مؤخرا. انها وجهازها بتاع حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري. قرر تحريك دعوي ضد الاتحاد الافريقي. ممثلا في رئيسه حياتو. بدعوي مخالفة قوانين دولة المقر. لأنه خالف قانون حماية المنافسة عندما منح حق بث البطولات لشركة لاجاردير سبورتس. دون تمكين الشركات الأخري الراغبة في الحصول علي هذا الحق فرصة المنافسة عبر مزايدة علنية. والتي باعت بدورها بطولة الأمم إلي شبكة "بي ان سبورت".
لقد سمعت كلاما عجبا من الست الفاضلة. بأن الاتحاد الافريقي لكرة القدم. ملزم بقوانين دولة المقر.. ولا شك في ذلك. بل لا نقبل غير ذلك. ولكن التزامه له حدود. فهو ليس وزارة مصرية ولكن هيئة قارية يعامل اعضاؤها معاملة الدبلوماسيين. وفق تعديلات مهمة في عام 2008 وإلا كان من حق الجهاز المركزي للمحاسبات ان يفتش عليه في كل صغيرة وكبيرة وان يكون من سلطة وزارة الشباب والرياضة المصرية. أن تقوم بحل الاتحاد الافريقي إذا وجدت مخالفات مالية أو ما شابه. وتعيين مجلس آخر.. وأكثر من ذلك ان يحرم عليه عقد أي اجتماعات له خارج دولة المقر.. وسؤال للست الفاضلة لماذا لم تبلغي الجهاز المركزي للمحاسبات ربما يكتشف مصائب أكثر في هذا الاتحاد. قبل اللجوء إلي النيابة العامة. حتي تكون اركان الجريمة مكتملة. مما يتيح إحالة مجلس الكاف إلي فضيلة المفتي.
ونزيد من الشعر بيتا.. فأقول انه قد سبق للقضاء الامريكي والسويسري ان بسط سلطته علي أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة بلاتر. وأجبره ومعظم اعضائه علي الاستقالة. ولكن كان ذلك بتهم رشوة وتلاعب وتدليس. ولكن لم يحاسب أي من اعضاء الفيفا علي تسويق أنشطته عبر شبكة أو شبكات بث تليفزيوني معينة. بعد ان أصبح التسويق هو أساس الرياضة الآن. ونشاهده في مصر واضحا وضوح الشمس. مثل بيع حقوق البث لشركة بعينها اسمها برزنتيشن والتي تقوم بدورها ببيع مباريات الدوري لمن يدفع.. فهل هذا لا يُسمي احتكارا.
وبحق أتمني ان يفتح السيد النائب العام هذا الملف لنعرف ماذا تريد الست الفاضلة والجهاز بتاعها اذا كانوا حقا يريدون خيرا لمصر. أم خرابا لها. لأن ردود فعل الاتحاد الافريقي. قد لا تكون جيدة لمصر بالمرة. إذا ما وجد حياتو أن مصر لم تعد الدولة المحبة والمحببة له. وما أكثر الدول التي تريد سحب مقر الكاف من مصر.. وإذا حدث ذلك. أو علي الأقل نقل الكاف اجتماعاته العادية إلي خارج مصر. فسوف تهيص وتظيط القناة اياها ضدنا. وضد السياحة التي نحفر في البحر من أجل عودتها. وستكون ضربة موجعة جدا لما يحلم به الرئيس السيسي. بأن تكون مصر دولة محورية اقتصادية وجاذبة لكل الكيانات القارية والدولية.. فكيف نفرط في مقر الكاف الذي ولد في مصر.