الصباح
كمال الهلباوى
خبران من أبشع الأخبار
نشرت بعض وسائل الإعلام، منها المصرى اليوم، والأهرام يوم الأربعاء 29 أبريل 2015، خبرين رهيبين أو زلزالين، ولكن الدنيا لاهية، وصرنا لا نعبأ بالزلازل من الأخبار ولا حتى التسونامى، الخبر الأول فى المصرى اليوم فى صفحته الأولى يقول: إخصائيتان بدار أيتام تبيعان طفلين لعائلة بـ2000 جنيه، والذى كشف الملابسات بلاغ للنيابة وشهادة وفاة غير صحيحة، كشفت بيع الطفل مرتين.
بصرف النظر عن الأطراف المنغمسة فى الموضوع أو فى هذه الجريمة البشعة أفرادًا أو مؤسسات، فإنها تضع علامات استفهام، حيث بلغ السيل الزبى أو قل: بلغ الإجرام مداه، هناك من باع الطفل الرضيع وهو فى دار رعاية الأطفال الأيتام (محافظة سوهاج) إلى تاجر فى هذه السلعة، ولكى يفعلوا ذلك لا بد من تزوير شهادات وأوراق ووثائق، تظهر للمجتمع أن هذا البيع لم يكن تجارة، ولكن كان بقصد التبنى والتربية.
ثم قام التاجر المشترى بإبلاغ الدار أن الطفل الرضيع قد توفى، وهنا لا بد من تزوير جديد فيه جهات أخرى مثل الصحة وغيرها، وربما نقابة دفن المتوفى. جريمة وراء جريمة أخرى أبشع وأفظع، من المسئول عن هذه الجريمة البشعة؟ هل هو الفقر كما يزعم بعضهم؟ هل هو قلة الضمير كما يقول آخرون؟ هل هى مناهج التعليم والتربية؟ هل هو الإعلام؟ هل هو القانون؟ كلنا -أعتقد- مسئولون عن شيوع الجريمة فى المجتمع، وتحتاج إلى تصحيح وعلاج فى كل جانب حتى يطهر المجتمع من الفساد، ماذا كان يحدث لو أن هؤلاء الذين اشتركوا فى الجريمة كانوا، مكان مبارك وأسرته وأركان حزبه؟
أم الخبر الثانى، فهو من بين الأخبار التى جاءت فى الصفحة الأولى من جريدة الأهرام فى اليوم ذاته، يقول الخبر: أمريكا تعلن الطوارئ فى بالتيمور، وبالتيمور لمن لا يعرف أمريكا، مدينة من مدن محافظة ميرلاند، حيث فرضت السلطات حظر تجوال ليليًا فى تلك المدينة بعد أحداث عنف وسلب ونهب، جراء مراسم دفن أو جنازة شاب أسود مات من اعتداء الشرطة عليه وهو فى الحجز، هذا الإجراء نقرأه من حين لآخر فى أمريكا بالذات، وهى من أكبر الديموقراطيات المعاصرة.
يصاب فى هذه الأحداث العديدة من الشرطة ومن السود أيضًا، ومنهم من يموت فى تلك الأحداث فتزداد أعمال العنف سوءًا، حقًا كما يقول القرآن الكريم «كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ»، هناك فى أمريكا حتى اليوم قرى عنصرية لا يستطيع غير البيض المرور بها أو الوقوف عند أسواقها، وهم يتصدرون قائمة الدفاع عن حقوق الإنسان، طبعًا عندما تقع تلك الأحداث فى أمريكا يتعرض العديد من المحلات التجارية والصيدليات، ومنافذ البيع الكبيرة والصغيرة للعدوان والنهب والسلب، استدعى الحادث الأخير فى بالتيمور السلطة الأمريكية أن تستدعى الحرس الوطنى وتنشر قرابة خمسة آلاف جندى لحفظ الأمن فى المدينة المنكوبة، العصابات تنشط فى مثل هذه الأحوال، هذا المجتمع الديموقراطى الأمريكى القومى المرفه، يعانى من أمراض عديدة أخطرها، الاستعلاء والهيمنة وعدم الرضى مهما كان لديهم من قوة ومال، ومهما كان لديهم من ثروات وجامعات وحريات «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»، الذى يعرف متى ترضى أمريكا بعد ما سيطرت على العالم، ونهبت ثرواته، وحمت أمن إسرائيل وعدوانها على أرض فلسطين، فليقل لى ولهم الشكر.. والله الموفق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف