كنت قد قررت تخصيص مقال اليوم لتناول مساوئ مشروع قانون الإيجار القديم، الذى سيطرد معظم المصريين إلى الشارع، وبالتالي سوف يتسبب فى ثورة ثالثة فى البلاد، لكن للأسف منعني عن الكتابة فيديو نشرته السيدة أميرة عبداللطيف على الفيس بوك، عن تعذيب طفل بمياه مثلجه فى دار الأورمان للأيتام بالتجمع الخامس، الفيديو قامت بتصويره أميرة من منزلها ويظهر جانب من مبنى دار الأيتام، ويسمع صوت الطفل يبكى ويستغيث، وصوت المشرفة التى تعاقبه وتأمره بخلع ملابسه، وهو يبكى ويترجاها ألا تعاقبه بالمياه الباردة، ويؤكد لها أنه لن يفعل هذا مرة ثانية، ويفهم من المشرفة ورجاء الطفل أنه، والله أعلم، من الأطفال المرضى بالتبول الليلي.
بالطبع لن أتكلم عن الأطفال والأيتام والتعذيب وغير ذلك من الموضوعات المفروغ منها، بل سأتناول ثلاث نقاط فقط فى هذا السياق، خلاصتها إنه ليس من الإنساني أو المنطقي ان نتبرع لجمعية الأورمان لكي تعذب الأيتام بأموالنا.
الأولى: إذا كانت هذه الدار تتبع جمعية الأورمان الخيرية التي نتبرع لها، نطالب الجمعية بنشر صورة المشرفة وأسمها وعمرها وملخص لحقيقة الواقعة، مع نشر صور لقرار فصلها وإحالتها للنيابة العامة بتهمة تعذيب طفل بالمياه الباردة، ليس وحدها بل ومدير أو مديرة الدار، خاصة وأن السيدة أميرة صاحبة الفيديو أكدت أنها قامت بتصوير الفيديو في السابعة صباحا، وأشارت إلى أن وقائع التعذيب للأطفال تتكرر يوميا، وأنها سبق وتقدمت بشكوى إلى مديرة الدار وللأسف لم تتوقف عمليات التعذيب للأطفال، وهو ما يعنى أنه أسلوب تربية في هذه الدار، من الوارد أن يكون الطفل قد أخطأ، لكن أن أعاقبه فى هذا البرد بالمياه الباردة، هذا غير مقبول بالمرة، ولو كانت هذه المشرفة ومعها مديرة الدار يعاقبان أطفالهما بهذا الأسلوب فهما بدون شك مرضى.
لهذا نطالب الدار بنشر صورتي المشرفة والمديرة وجميع من تورط فى وقائع تعذيب بهذه الدار، ونشر أسمائهم ومؤهلهم الدراسي وعمرهم فى جميع وسائل الإعلام، تحت عنوان: هؤلاء يعذبون الأطفال الأيتام.
النقطة الثانية: نزع إشراف وزارة الشئون عن دور الأيتام والمسنين، ونقلها إلى هيئة مستقلة يتولاها بعض الشخصيات الفاعلة والمتخصصة فى التربية والتأهيل الفكري، فإسناد الأيتام والأحداث والمعاقين والمسنين لبعض الموظفين، حتى لو بدرجة وزراء، هو السبب الرئيسي فى انتشار التعذيب والإدمان وهتك عرض الأطفال فى هذه الدور، فقد أثبتت الأيام فشل هذه الوزارة في إدارة هذا الملف، كما سبق وفشلت فى إدارة ملف المعاشات، لهذا من الأفضل رحمة بالأطفال والمعاقين والمسنين أن نسند هذا الملف الإنساني إلى هيئة يديرها بعض المتخصصين علميا.
النقطة الثالثة: مقاطعة جمعية الأورمان الخيرية، ووقف التبرعات لها، سواء العينية أو المادية، فى حالة تواطؤها وعدم كشفها عن وقائع التعذيب بهذه الدار والدور الأخرى التابعة لها، فليس من الإنساني أو المنطقي أن نتبرع لكى يعذبوا الأطفال بأموالنا.