الوفد
محمد عبد العليم داوود
القصف ما زال مستمرًا
تتوالي مدافع النظام لقصف كل منصات الرأي والفكر، سواء في الصحافة من خلال عودة رقيب ليس فقط رقيب الستينيات المحمي بدولة صلاح نصر حينذاك.. ولكن برقيب أشد غشمًا وجهلًا.. أو من خلال فرض فضائيات رجال أعمال أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية.. وحولوا الاستثمار إلي احتكار وتسقيع أراضٍ وصفقات مشبوهة.. كانوا يأتمرون بأمر عز وجمال.. واليوم انتقلوا إلي مكان آخر ينتظرون نظرة الرضا من أي مخبر، معلنين له بمجرد اشارة من إصبع يده أن كل كلامه أوامر وتنفذ.
وقد اعتقد بعض حسني النية من أصحاب الفكر والرأي، بعد أن سدت عليهم كل منابر الكلمة أنهم سيجدون متنفسا من خلال هذه القنوات وإطلالة علي شعب يبحث عن الحقيقة .. خوفا من أن يهاجر بآذانه ويسلمها لإعلام الغرب الموجه من قبل مثل صوت أمريكا ومونت كارلو والـBBC.. وذلك بعد أن غرق الشعب في مستنقع إعلام كاذب عرف حينها بإعلام أحمد سعيد.. وفرض عليهم كاتبا أوحد حول إبداعه المهني والثقافي إلي تدمير وتغييب الوعي في مقالات لا تعرف للصراحة عنوانًا. وكان مخلصًا في مهمته بعد ان تحول إلي أكبر إقطاعي في تاريخ مصر وأنجب من صلبه من أنشأ قلعة عنوانا للفساد مشاركا فيها جمال ابن الرئيس، بعد أن تربع الأب في عهد جمال الرئيس.. وحاول أن يتقرب للسادات بفتح فوهات النار علي مراكز القوي في 1971.
مدافع النظام بعد أن قصفت منصات حمدي قنديل ومحمود سعد وباسم يوسف وإبراهيم عيسي وعمرو الليثي وريم ماجد ويسري فودة ودينا عبدالرحمن، وجعلت كل أصحاب الفضائيات في حالة انتظار أمر من أي مخبر لتنفيذه وإلا هيئة الاستثمار ستتخذ الإجراءات اللازمة لتوجيه ضربات متتالية لفضائياتهم أو إلغاء معارض أنشطتهم كما حدث مع صاحب إحدي القنوات..
ومن هنا أصبح الإعلام بشقيه المقروء والمرئي يعمل بأيدٍ مرتعشة ونظرات تائهة، وقبل كل ذلك بروح مقهورة.. ففوهات المدافع مسلطة وجاهزة للقصف في أي وقت يصحو ضمير لكاتب أو إعلامي.. كيف يصحو هؤلاء وقد زج بمعظم المعارضين في غياهب السجون.. وكيف يصحو هؤلاء وهناك اجيال تكبر وتتكاثر خنادقها ليست خاضعة لأية رؤية حزبية أو سياسية أو فكر معين.. وإنما خاضعة لضميرها الوطني.. وهذه الأجيال لم تعد في حاجة إلي الجرعات المسمومة التي يبثها مخبرو الاعلام من خلال فضائيات لرجال أعمال.. أفسدوا الهواء والبحر والأرض.. بل إن منهم من أصبح يترأس لجنة في البرلمان لإعداد النشء والأجيال.. محاضر ووثائق الدنيا تشهد بفساده في الأغذية الفاسدة وسمومها التي يتجرعها الشعب مع كل طلعة شمس وغروبها.. نعم فوهات المدافع أخرست الأحزاب والنقابات واقتحمت قلعة الحريات، وقيدت يدي رئيس أكبر جاهز رقابي بالكلابشات.. جهابذة الغشم وكهنتهم أعلنوا في صلف وغرور بعد أن أقنعوا أنفسهم بأنهم سيطروا علي كل شيء.. أرادوا إعادة جريمة في شكل مشروع قانون يعيد مذبحة 1969 والتي كان أبرز ضحاياها المستشار رفيع المستوي ممتاز نصار، متناسين أن استقلالية القضاء خط أحمر حتي لو رفعوا الكروت الصفراء والحمراء ونفذوا تهديدهم.
يا حضرات للأسي والأسف يعتقد البعض ان رؤوس المعارضين قد أوشكت علي الانتهاء من قطعها بعد أن أينع قطافها.. متناسين شيئا جميلا ورائعا في هذا الشعب.. فإنه سيصحو يوما إن وجد الدستور قد سحق مرات ومرات وأن المؤسسات أصبحت حالة ديكورية لا أكثر ولا أقل.. وأن الزعيم الملهم أصبح في أعين الأغبياء هو كل شيء والعياذ بالله... وما زال غطاء ودعم السلطة يحمي منصات مخبري الإعلام لاستمرار رسالة تغييب الوعي.. فكيف لحاكم أن يفرج عمن هاجم القرآن والإسلام ونبي الإسلام وليس فقط الصحابة ولا البخاري المدعو إسلام البحيري في مقطع فيديو... هجومًا صريحًا لا لبس فيه ولا غموض... في الوقت الذي ينتقم فيه من كل من يقترب برأي من حكومة لا تمتلك إلا الغباء الموروث... حقا إن القصف ما زال مستمرًا.
<< عن يقين.. أن تتسلم إسرائيل المهام الأمنية لتيران وصنافير المصرية والعربية والإسلامية.. يقيناً ستكون بداية لمعركة مع العدو
الصهيوني من نظام قادم لا محالة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف