الوفد
عباس الطرابيلى
أقليات الوطن العربى
لماذا يلعب الأعداء دائماً علي أوتار الأقليات.. ليس فقط في مصر وحدها.. ولكن في كل الوطن العربي.. وهذه المنطقة تعيش فيها أقليات عديدة ومتنوعة.. والبعض يعتبرها ألغاماً جاهزة للانفجار.. بل منها ما انفجر.. ومنها من هو علي وشك الانفجار..
وإذا كان في مصر مع المسلمين، أشقاء مسيحيون.. ولكن وطنيتهم حافظت علي انتمائهم للوطن.. وفي لبنان نجحوا فترات في احتواء هذا التعدد بين مسلم سني ومسلم شيعي.. مع أرمن وأروام وكاثوليك.. وأكراد وشركس.. ولكن وقفت هذه الظاهرة ـ أحياناً أخري ـ عقبة أمام التوحد الوطني المطلوب، وبالذات في زمن الأزمات.
<< وفي سوريا هناك أغلبية مسلمة.. وأقلية علوانية شيعية.. ومنهم الأسرة الحاكمة الآن في سوريا ومركزهم في منطقة اللاذقية وما حولها وأيضاً هناك أكراد وشركس.. وأيضاً مسيحيون.. مع نسبة كبيرة من الدروز يتمركزون في منطقة الجولان.
وفي الجنوب منهم، في شرق الأردن، بجانب المسلمين. هناك أيضاً من المسيحيين.. بل وكذلك من الأكراد والأتراك والشراكسة.. ولهم نسب يمثلونهم في البرلمان الأردني.. وأحياناً لهم نصيب في المواقع الوزارية.
<< أما في العراق فهناك بجانب المسلمين السنة ـ وكانت منهم الحكومات والأسرة الحاكمة الهاشمية ـ والمسلمين الشيعة.. وجاءت فترة كان الطرفان يقتسمان المناصب الوزارية.. قبل أن تسود الشيعة وتسيطر علي الحكم، بالذات بعد سقوط نظام صدام حسين.
وهنا لا نتجاهل الأكراد. إذ نجحوا ـ في أواخر حكم صدام ـ في الحصول علي نوع من الحكم الذاتي.. تحول بعده إلي كيان ودولة ولها ممثلون في الخارج ولهم إعلامهم ومدارسهم ولغتهم المكتوبة والمسموعة.. وهم يسيطرون ليس فقط علي شمال العراق.. بل علي شمال شرق سوريا.. ويمتد تواجدهم داخل شرق تركيا.. وبالمثل لا ننسي تواجدهم في شمال غرب ايران وأيضاً في الجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً.
<< ولم ينج شمال افريقيا.. هناك الأمازيج، الذين يطلق عليهم أحيانا اسم البربر.. رغم انهم من ذوي الشعر الأصفر والعيون الزرقاء أحياناً ـ وقد اعترفت لهم الخلافة العلوية في المغرب بكيانهم واعتبروا لغتهم لغة رسميةـ بعد العربية ـ تدرس في المدارس ولهم فنونهم وغناؤهم وملابسهم بل وتزوج منهم بعض ملوك المغرب. الأمازيج ينتشرون شرقاً في الجزائر، وبالذات في جبال أطلس. ومنهم من يعيش في تونس.. بل منهم من يعيش عندنا ويتمركزون بالذات في واحة سيوة وغيرها من الواحات ويتكلمون الأمازيجية فيما بينهم ـ داخل مصر!!.
<< ولا ننسي وجود نسبة كبيرة غير السنة في اليمن وسلطنة عمان من زيديين وإباضيين.. ووجود تعايش سلمي طبيعي في المنطقة الشرقية من السعودية وفي مملكة البحرين.. فهل يريد الأعداء تحويل المنطقة كلها إلي بلقان جديد.. وألا يكفي تقسيم دولة يوغوسلافيا ـ أيام تيتو إلي العديد من الجمهوريات من صرب وكروات وبوسنة وغيرها.. ووصلت الأمور إلي صراع جيوش وسقوط مئات الألوف قتلي وجرحي!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف