المصريون
محمود سلطان
خطبة الجمعة.. بقرار جمهوري!
يوم الخميس الماضي، 5/1/2017، أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا، قالت فيه: "الخميس، إنها انتهت من إعداد قوائم موضوعات الخطب، وسيتم توزيعها على الخطتين قصيرة المدى، وتشمل 54 موضوعًا للعام الأول، ومتوسطة المدى وتشمل 270 موضوعًا لمدة خمس سنوات، وإرسالها متكاملة لأعضاء اللجنة لوضع لمساتهم وملاحظاتهم الأخيرة عليها. وأضاف بيان لوزارة الأوقاف اليوم، أن اللجان العلمية ستبدأ بعد ذلك في كتابة الموضوعات بمشاركة نخبة من خيرة الأساتذة من علماء الدين والنفس والاجتماع، وطرح الخطة قريبًا على موقع الوزارة لتلقي أي ملاحظات أو مقترحات بشأنها. كما سيتم عقد اجتماع للجنة الرئيسية لمراجعة الخطة قبل رفعها متكاملة إلى رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي". هذا البيان، نقلته كل الصحف المصرية، ولولا ذلك لظننت أنه "مدسوس" على الأوقاف، وأن "المغرضين" و"أهل الشر"، يبثون الشائعات المسيئة للنظام السياسي الحالي.. وإنه بيان "مغرض" يستهدف إسقاط الدولة المصرية. هذا الظن تسرب إلى خاطري، وذلك لغرابة البيان، ولم أتعامل معه بجدية، إلا بعد أن وجدته منشورًا في كل الصحف: حكومية وخاصة ومعارضة! لم أستطع أن أستوعب، فكرة أن لدى الرئيس، من الوقت والفراغ، بحيث يراجع خطب الجمعة، قبل أن توزع على المشايخ.. وهو البيان الذي يجعلنا نتوقع ـ مثلاً ـ أن تكون نشرات الأخبار، التي تلقى من الفضائيات والإذاعات المصرية كلها، ربما تكون أيضًا قد مرت على الفلتر الرئاسي.. فالبيان لا يقتصر في دلالته على خطب الجمعة، فكما يقول علماء الأصول "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب".. فعلينا أن نطلق لتوقعاتنا العنان، لتلامس اللامعقول في حياتنا السياسية الراهنة. ناهيك على أنه يعيد إنتاج صورة "الزعيم السوبر" الذي يفهم في الفلك والذرة والطب والكيمياء والفيزياء والفن والهندسة.. والفقه والدين والعلم والإيمان. فخطبة الجمعة لن تمر ـ إذن ـ إلا بـ"قرار جمهوري"!!.. هذا ما يمكن تلخيصه بشأن خطة الأوقاف! ولا أدري ما إذا كان من بين مهام رئيس الجمهورية، والتي حددها الدستور، مراجعة خطب الجمعة؟! ولم أسمع في حياتي أن رئيسًا لدولة، كان يراجع خطب المساجد، أو دروس العظة الأسبوعية في الكنائس! ولا أدري ما إذا كان مشروع وزير الأوقاف بتسليم خطب الجمعة لمؤسسة الرئاسة قبل إلقائها.. من بين "المشاريع القومية الكبرى" التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعتبرها إنجازًا غير مسبوق!. وفي تقديري إنه فعلاً ـ أي مشروع وزير الأوقاف ـ عمل "مدهش ـ إنجاز" لم يسبقه إليه وزير أو زعيم أو رئيس لمصر من قبله. ويبقى أن أشير هنا إلى أنه إذا كان هذا المشروع، هو مبلغ علم الوزير والدولة، بمفهوم "التجديد الديني".. فلم يعد بوسع أحد إلا أن يقول لـ"داعش".. أبشري بطول العمر!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف