محمد حلمى
صباحك عسل.. (أتحداك..هاتضحك هاتضحك)
* أول خاطرة طرقت باب ذهني بعد مشاهدة احتفالية افتتاح الكوبري العائم ببورسعيد، كانت مقطعا من الموال القديم: على كوبري بنها العسل طَرَف الهوا عيني/ ابكي يا ناس مِ الهوا وللا على عيني. الخاطرة بطعم التبكيت لسبب بسيط أتمسك به وهو إننا لا نكترث لتلك الاحتفاليات الافتتاحية البعيدة عما يطلع إليه الشعب من كبح جماح جنون الأسعار وانفلاته إلى حد لا يطاق. بالمناسبة وفي مناخ الكلام عن الفساد.. منذ أيام مررت بمدينة الزقازيق على كوبري مشاة علوى بمزلقان اسمه مزلقان أبو عميرة له تاريخ دامي مع حوادث القطارات.. الكوبري يمر فوق المزلقان ليمكن المارة من العبور بسلام من جانب إلى آخر بدلا من السير على القضبان.. الكوبري أنشئ واستلمه مجلس المدينة منذ عدة سنوات ولم يستخدم على الإطلاق من يومها للآن.. من لا يصدقني يخطف رجله للمزلقان في نهاية شارع حلقة السمك. وكما بدأت بالتبكيت.. انتهي بالتنكيت.. عندما سألت عن الكوبري مهندسا بالمعاش، قال انظر إلى الكوبري تكتشف بالعين المجردة انه غير مطابق لأي مواصفات متعارف عليها في هذا المجال ، ومع ذلك استلمه مسئولوا مجلس المدينة، ولم يستخدم من يوم افتتاحه. هنا أدركت بما لا يدع مجالا للشك أن المبلغ المنصرف على الكوبري من دم دافعي الضرائب اختلس الفاسدون نصفه وبعثروا نصفه الآخر على كوبري "أونطة" لا ضرورة له.. ابتسمت وأنا أتحدث مع رفيقي لأن خاطرة شيطانية ألحَّت عليَّ، إذ داهمتني رباعية للعم الكبير بيرم التونسي كتبها ضمن سلسلة معاركه مع مجلس بلدي الإسكندرية.. وسوف انسبها إلى مجلس مدينة الزقازيق بدلا من مجلس إسكندرية.. تقول الرباعية: يا مجلس الزقازيق طال عليك صبري/ اكلِّمَك بالرُّومِيكا وللا بالعِبري / تاخُد فلوس الناس تبعتَر فيها عالكوبري؟!/ بَدَل ماتاخُد فلوس الناس تعالى خُد كوبري.