المساء
عياد بركات
إيران!
هل هناك عدو دائم؟ أم هل هناك صديق دائم والمثل يقول: رُب أخ لك لم تلده أمك والسياسة تحكمها المصالح.
بعبارة أخري هل الدولة المسماة إيران.. عدو أم صديق؟ وهل إيران بعبع مخيف لنا؟ ومن قال ذلك؟
هي اسئلة بسيطة واجاباتها أبسط.. إيران دولة شرق أوسطية أي ان منطقة واحدة تجمعنا هي الشرق الأوسط.. إلا أنه لا حدود مباشرة لنا معها.
أقرب الدول العربية حدوداً لإيران هي سلطنة عُمان الدولة الشقيقة التي تربطها بإيران علاقات طبيعية للغاية بل تكاد تكون سمناً علي عسل! هكذا أوصانا ديننا الحنيف بالجار حتي: "ظننا انه سيورثه"!
والسؤال: هل هناك ما نخاف منه؟ أو نخاف عليه في علاقتنا مع إيران؟ الاجابة قطعاً لا.. وإلا لكان هناك ما نخاف منه ونخاف عليه في علاقتنا مع إسرائيل مثلاً.. !!
الخلاف الذي تسبب في قطاع العلاقات مع إيران ـ في الماضي ـ انتهي زمنه وانتهي أوانه.. وانتهي القائمون عليه من الطرفين نحن وإيران.. بل ان مياهاً كثيرة جرت وثورات اندلعت ونظم تغيرت مما جعل بيننا وبين ذلك الماضي أمداً بعيداً.. إلا إذا كان هناك عقول تحجرت عند نقطة معينة.. والعقل السليم يقول: إن العقول العربية الصحيحة هي أبعد ما تكون عن التحجر أو التزمت.. وإن لم نلحق التغيرات فإن التغيرات سوف تتجاوزنا ونحن محلك سر!!
ومن المفارقات أن إيران التي لا تربطنا بها حدود تربطنا بها وشائج أخري.. تاريخ طويل من العراقة والحضارة.. ودين سماوي قيم.. هو الإسلام ومع ذلك علاقاتنا معها مقطوعة.. وإسرائيل جارتنا اللدود التي لا يربطنا بها تاريخ اللهم إلا إذا كان تاريخاً أسود "ولا دين مشترك" وعلاقتنا بها موصولة حقاً إنه لمن العجائب!!.
والسؤال المطروح: لماذا نتفنن في خلق أعداء.. فإذا خلقناهم ـ في فترة زمنية ما ـ لماذا لا نراجع أنفسنا إذا ما تغيرت الأسباب والمبررات؟!
لا أكتب ما أكتب حباً في إيران.. بل في مصر فإيران دولة قديمة ذات حضارة.. وقدم مصر وحضارتها أعمق.. إيران كانت إحدي دولتين عظميين مع الروم قبل ظهور الإسلام وأصبحت عوناً للإسلام بعد ظهوره.
مساحتها تماثل مساحة مصر مرة ونصف المرة "1.648.000 كم 2". يربو سكانها علي 80 مليون نسمة وليست كمصر يعيش 96% من سكانها علي 5% من مساحتها بل قد يكون العكس.. هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم وتحتل المركز 12 في الدول المصنعة للسيارات.. وتدين بالإسلام يغلب عليها المذهب الشيعي.
طبعاً لا أظن أننا ـ ولا أي دولة عربية ـ في عداء مع الشيعة. وحتي الدول التي تحاول إيهامنا بعدائها مع الشيعة فإن الشيعة يشكلون نسبة كبيرة من سكان تلك الدول وليس من مصلحة أي منها مثل هذا العداء.. من يثبت أننا في عداء مع المذهب الشيعي فليقل لنا!!
عودة علاقتنا مع إيران تؤكد ريادة مصر التي لا تحتاج لتأكيد. حتي اخوتنا الذين يشنون حروباً بحجة حربهم مع الشيعة هل استشاروا شقيقاً أكبر ليشير عليهم بما يجب أولاً يجب أم انهم احتلوا مكانة الشقيق الأكبر ـ في غيبة من الزمن؟ ـ قطعاً الشقيق الأكبر يظل كذلك بموقفه ومواهبه وبمكانته وبما حباه الله من ميزات لا يستطيع أحد تغييرها!
صحيح ان إيران كانت ـ واؤكد علي كانت ـ أحد دعائم حماس عدوتنا اللدود في غزة إلا أن دعمها السابق لحماس قد يكون أحد أسبابه علاقتنا المقطوعة معها.. مصر لا تعادي إلا من يعاديها.. ولم نسمع ان إيران قد أعلنت عداوتها لنا.. من سمع بمثل ذلك فليبلغنا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف