المساء
محمد جبريل
رابطة محبي مصر!
أقدر الباعث علي تكوين رابطة باسم رابطة محبي مصر. تنظم المؤتمرات والمهرجانات التي تؤكد محبة أعضائها للوطن. وتفيد من علاقاتها بوسائل الإعلام في نشر أخبار أنشطتها. وهي أنشطة مقبولة يجب أن تكون شاغلاً لكل المواطنين. لكن اقتصار تصور حب مصر علي عدد محدود ومحدد من المواطنين يستدعي التأمل والتعجب والأسئلة المتحيرة.
حب الوطن شعور كل ابنائه. قيمة ترافقهم منذ بداية الوعي إلي نهاية الحياة وحين أقصر حب الوطن علي مجموعة من المواطنين. فأنا أنزع هذا الحب عن بقية أبناء المجتمع المصري. باختلاف طبقاتهم ومكانتهم الاجتماعية وأيدلوجياتهم السياسية. بالاضافة إلي غياب المعني عن الملايين من البسطاء الذين ينفقون جهدهم في العمل والانتاج. دون أن يشغلهم تكوين الروابط التي تؤكد حبهم للوطن. ولا يرفعون الشعارات التي يقتصر جدواها علي الترويج لأعضائها ويرفضون الادعاءات والمظهريات والطنطنة الإعلامية.
حب مصر ليس فئويا. بمعني أنه ليس امتيازاً لأحد. ولا لمجموعة علي حساب الملايين من صناع الحياة في هذا الوطن.
قد يصح إطلاق صفة المحبين علي شخصية شهيرة. أو علي مشجعي أحد الأندية. لكن ادعاء جماعة من ابناء الوطن أنهم - فحسب - هم المحبون له. ينطوي علي سذاجة. أو انتهازية. أو بحث عن المظهرية الزائفة.
مصر ليست ملكية خاصة. أو شركة مساهمة. أو نادياً اجتماعياً أو رياضياً. يفترض أن يحبها المالكون أو حملة الأسهم أو الأعضاء والمشجعون إنها وطن كل المصريين. لا ميزة لأحد علي سواه إلا بقدر ما يعطي المجتمع من عمل دءوب. وإضافات لمستقبله وتقدمه.
حب الوطن فريضة. وليس وجاهة. ولا بحثا عن الأضواء واستجلاب الشهرة. ولا تغنياً بخطب وشعارات وكلمات مرصوصة تغلفها الضبابية والخيال السقيم مصر في حاجة إلي تعويض ما فات. والانطلاق إلي المستقبل. وليس إلي كلمات متشاعرة عن حب الغالية في نفوس ابنائها.
هل يحتاج الجندي الذي يحارب الارهاب في سيناء إلي اعلان حبه للوطن. بما يدفعه إلي بذل حياته دفاعاً عن هذا الحب؟
هل يحتاج إلي اعلان الحب ملايين البسطاء من الفلاحين والصناع والحرفيين والمهنيين والتجار والمثقفين. إلي آخر التكوينات التي تشكل صورة الوطن؟
الوطن ملك لكل مواطنيه. وحين يضع البعض هالة الانتماء فوق رءوسهم. فإنهم يحاولون نزع هذا الشعور عن بقية المواطنين.
أيها السادة: عيب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف