الأخبار
عبد القادر شهيب
فن معارضة الرئيس!
رغم الفرحة الغامرة التي استقبل بها الأخوة الأقباط الرئيس السيسي في الكاتدرائية عندما زارها مهنئا لهم بعيد الميلاد المجيد، والتي تفوق فرحة ما سبقها من زيارات لها، الا أن عددا قليلا من الأخوة الأقباط خرجوا يعلنون استنكارهم لهذه الزيارة، وأيضا لهذه الفرحة ولحفاوة الأستقبال للرئيس في الكاتدرائية، بل ولحالة التفاهم بين الرئيس السيسي والبابا تواضروس، متذكرين تلك العلاقة المؤثرة بين الراحل البابا شنودة والراحل الرئيس السادات، وكأنهم يعتبرون أن هذه العلاقة هي النموذج الذي يفضلونه في علاقة قيادة الكنيسة مع القيادة السياسية!
وهذا يكشف أن بعض المعارضين للرئيس السيسي تسيطر عليهم رغبتهم في رفض كل شيء يقوم أو يقول به لدرجة تجعلهم يخبطون رؤوسهم في الحائط أو يصطدمون مع عموم الناس البسطاء.. لقد اعتبر الأخوة الأقباط الذين كانوا حاضرين في الكاتدرائية والآخرين الذين كانوا خارجها، حتي من الطوائف المسيحية الأخري، زيارة الرئيس السيسي لتقديم التهنئة لهم بعيد الميلاد المجيد أمرا مفرحا وطيبا ويؤكد أن ثمة ارادة سياسية من قيادة الدولة علي اعمال وتطبيق قيم المواطنة والمساواة بين جميع المصريين لذلك استقبلوه بحفاوة بالغة وبالتصفيق والزغاريد والهتافات المؤيدة والمرحبة، خاصة وأن هناك من كان يراهن علي ألا تتم هذه الزيارة هذه المرة، بل كان يسعي لتسميم العلاقة ليس فقط بين الرئيس السيسي والأقباط، وانما أيضا بين المسلمين والأقباط لمراكمة مشاكل طائفية، واضطرابات اجتماعية يمكن استثمارها للتخلف من الحكم الحالي الذي لا يقبلون به.. ولذلك تلك الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الأقباط زيارة الرئيس السيسي لهم في الكاتدرائية أغضبت هؤلاء لانها اضاعت لهم فرصة كانوا يراهنون علي اغتنامها، ولكنهم صبوا غضبهم علي قادة الكنيسة. والبابا تواضروس وعلي من فرحوا بزيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية ولاعلانه بناء اكبر كنيسة ومسجد في العاصمة الادارية الجديدة ومبادرته بأول تبرع لبنائهما.. وهكذا اصطدم هؤلاء المعارضون للرئيس السيسي بعموم الناس الذين يدعون أن معارضتهم للرئيس باسمهم ومن أجل مصلحتهم ومصلحة أبنائهم وبناتهم وبذلك يعزلون أنفسهم.. فالسياسي بلا جماهير لا شيء.. لا قيمة ولا وزن ولا تأثير له.. السياسي الناجح هو الذي يجمع الجماهير حوله، والسياسي الفاشل هو الذي يجعل الناس تنصرف عنه وتفقد الثقة فيه.
وليست هذه المرة الوحيدة أو الأولي التي يتصرف فيها هؤلاء المعارضون للسيسي بهذه الطريقة.. طريقة التعالي علي الجماهير والتصادم مع عموم الناس.. سبق أن فعلوا ذلك -ومازالوا- في موضوع المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حاليا.. لقد قضي معظمهم أغلب أعمارهم يطالبون الدولة بمشروع قومي واحد، وعندما شرع الرئيس السيسي في الاستجابة لهم ولغيرهم وبدأ ينفذ عددا من المشروعات القومية انتفضوا غاضبين ورافضين لهذه المشروعات القومية بدعوي أنها لا تمثل أولوية ولا ضرورة لها الآن، ابتداء من مشروع ازدواج قناة السويس وحتي مشروع شبكة الطرق الجديدة مرورا بمشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان.. بل ان هناك منهم من ادعي أنها مشروعات غير مجدية حتي في المستقبل!
كما سبق أن فعلوا ذلك أيضا عندما قرر الرئيس السيسي اختيار طريق التعاون مع دول حوض نهر النيل بصفة عامة وأثيوبيا بصفة خاصة لحل مشكلة سد النهضة الأثيوبي ولضمان الا يؤثر بناء هذا السد علي حصتنا من مياه نهر النيل، .. ولا يدري هؤلاء المعارضون أنهم بذلك يفقدون المصداقية بين الجماهير.
كذلك عندما طال الأنتظار سواء لقرار عودة السياح الروس واستنئاف رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو وتوقيع عقد انشاء المحطة النووية، انتفض هؤلاء يوجهون نقدهم لمصر لانها لا تستجيب لكل مطالب موسكو، رغم انهم يلحون دائما بضرورة الحفاظ علي استقلال قرارنا والتصرف بنديه مع كل الدول الأخري، وهذا التناقض في مواقف هؤلاء المعارضين هو سبب المشكلة التي يعانون منها والتي تجعلهم يفقدون ثقة عموم الناس.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف