بهجت الوكيل
مبادرات الحكومة .. ومعدومو الضمير
كالعادة فوجئ المصريون عبر إحدي الفضائيات بتقرير مصور يؤكد استغلال معدومي الضمير حالة جنون ارتفاع الأسعار. وغياب الحكومة ومبادرات الدولة التي تطلقها من حين لآخر. وقاموا باستخدام "لحوم" الحمير وتسويقها مُصنَّعة في أشكال مختلفة "مفروم وسجق وكفتة وهامبورجر وسوسيس".
هذا التقرير أكد أنه تم ضبط 5000 طن لحوم فاسدة وبعضها من "لحم الحمير" التي يتم فرمها مع أنواع أخري. مستخدمين "صبغة حمراء" وبعض "البهارات والتوابل" وطحنهم حتي يتم التغطية علي لونها ورائحتها.. هذا بخلاف ضبط "أدوات التغليف" الفايف ستار قبل طرحها في الأسواق الكبري وأمام محطات "مترو الأنفاق" والميادين. وبعض المصالح الحكومية أمام أعين الأجهزة الرقابية المختلفة.
هذه المبادرات قدمتها الدولة بهدف تخفيف الأعباء علي المواطنين والقضاء علي جشع بعض التجار والمساهمة في حل مشاكل المواطنين الذين يعانون من ارتفاع أسعار السلع المختلفة. ولكن انعدام الضمير جعل هذه المبادرات "محلل" وتهيئة الأجواء والأسواق لمعدومي الضمير ليزدادوا "غنيً". وليمرض الملايين.
هذه اللحوم التي يتم تسويقها عبر آلاف السيارات المتنقلة هنا وهناك. تسبب الأمراض العديدة مثل "السرطان" وفيروس "سي" و"الفشل الكلوي" في الوقت الذي تعجز فيه حكومة شريف إسماعيل عن علاج الملايين المصابين بهذه الأمراض. الذين يصطفون في طوابير لا نهاية لها في المستشفيات وبعض مراكز الغسيل الكلوي وخلافه.
وللأسف الشديد هناك بعض الوزارات مثل وزارة التموين تقوم بالتسويق للحوم المصنعة مع بعض المنتجات والمواد الغذائية الأخري بهدف مكافحة "الغلاء" وإن كان هذا التقرير جعلنا نشك في كل ما تسوقه تلك "السيارات" التي لابد من أخذ الحظر والرقابة عليها كل يوم حتي لا نفاجأ بعد أعوام قليلة بإصابة "الشعب" بأكمله بالأمراض التي ذكرناها لا قدر الله.
هذه "المبادرات" أطلق عليها الملايين الذين شاهدوا التقرير أنها أصبحت "الجاني" والشعب هو "المجني عليه" إذاً يوجد "متهم". ويجب علي الدولة التحقيق معه وتقديمه للمحاكمة في أقرب وقت ممكن. هذا بخلاف الكشف عمن وراء هؤلاء لأننا غالباً ما نجد خلفهم ما يقف معهم من أصحاب النفوذ وخلافه. وكأن مصر لهم فقط.
ومن هنا لا أستطيع أن أقول إلا "ارحموا شعباً طفح به الكيل" من كثرة الأزمات التي تزداد يوماً بعد يوم في مختلف القطاعات. حيث مسكنات الحكومة التي لا تغني ولا تُسمن من جوع. لكثرة التصريحات التي تطلقها من حين لآخر بقرب حل تلك الأزمات ورغم ذلك مازال الشعب يعاني منها. وأصبح في "بيات شتوي" يترقب ما تسفر عنه الأيام المقبلة.