احمد المنزلاوى
شارع السويس ولغز الأربعين
جاءت الرسالة من مدينة المقاومة الشعبية عن أمر يخص أحد شوارعها الرئيسية. يربطها بالحي الجديد وأيضاً احدي مدن القليوبية ولا بأس أن نمر علي قصة سيدي الأربعين التي حيرت المؤرخين والباحثين. وسيدي الغريب "حامي السويس" وكراماته عند حصار المدنيين والعسكريين في حرب .1973
نشرت هذه الرسالة في 3/4/1995 تحت عنوان "شارع المدافن بتوقيع حسنين ابراهيم البيومي حي الأربعين السويس".
قال انه أحد شوارع المدينة الرئيسية. يربطها بمدينة 24 أكتوبر. كما يربطها بمدينة العبور. قال إنه يأتي في ذيل قائمة الاهتمام من المسئولين. وناشدهم الاهتمام بمرافقه ونظافته بوصفه من المحاور المرورية الهامة.
وفي المدن والقري المصرية يتكرر هذا الاسم علي لافتات الشوارع. ومنها السنبلاوين والمنصورة بالدقهلية.
وحي الأربعين من أحياء السويس الشعبية العريقة. يطلق الاسم أيضاً علي المسجد والضريح والميدان والمنطقة بأكملها. نسبة إلي سيدي عبدالله الأربعين.
تتعدد الروايات حوله. منها أن 40 شيخاً من الصوفية جاءوا إلي مصر من شمال أفريقيا "المغرب العربي" وتفرقوا في أقاليمها المختلفة ماتوا واحداً بعد الآخر. وكان عبدالله هو الأخير بالسويس.
ورواية أخري تقول إن الشيوخ جميعاً كانوا بالسويس ودفنوا جميعاً بالمكان. وقيل إن 40 من الحجاج المغاربة كانوا في طريقهم لأداء الفريضة وتوفوا في هذا المكان ودفنوا به.
ويحمل الطريق القديم بين مصر والسودان اسم درب الأربعين. لأنه يستغرق 40 يوماً عن الصحراء الغربية وينتهي عند سوق الجمعة بامبابة الجيزة.
وقيل إن 40 طريقة صوفية كانت تمر عليه.
تقول روايات أهل السويس إن ضريح الأربعين أنشئ مطلع القرن العشرين والمسجد 1910. وهو من أشهر مساجد السويس. ارتبط بشهر رمضان. وصلاة القيام والتراويح وقيل إن الشيخ عبدالله الأربعين كان يواسي العاملين في حفر قناة السويس في شدتهم وقسوة الظروف من حولهم.
تحدث علماء الحملة الفرنسية 1798 1801 في كتاب وصف مصر عن مساجد المدينة ومنها النقاوي وأبو الليف ولم يتحدثوا عن الأربعين ربما لأنه أنشئ بعدها وفي مختلف المحافظات مزارات دينية تحمل اسم الأربعين. منها:
وادي الأربعين سانت كاترين جنوب سيناء.
ضريح صغير بمنطقة أم الغلام قرب المشهد الحسيني بالقاهرة يحمل اسم الشيخ الأربعين.
وفي الدرب الأحمر قبة صغيرة علي ضريح بغير باب. له نافذة يطل منها الزوار.
وفي فلسطين وسوريا والعراق أضرحة ومساجد تحمل اسم الأربعين.
وربما جاء شيوخ الصوفية من أفريقيا الوسطي مثل قبائل التكرور عبر درب الأربعين.
وربما كان الضريح رقم 40 بالمدينة والله أعلم.
وفي السويس مجموعة كبيرة من الأضرحة منها سيدي فرج. وسيدي مشيمش ومن أشهرها ضريح ومسجد سيدي عبدالله الغريب الذي يعتقد أهلها في كراماته. ويتحدثون عن بئر المياه العذبة التي جرت المياه منها خلال حرب اكتوبر 1973. اثناء فترة الحصار. ومنع القوات الإسرائيلية وصول المياه العذبة إلي المدينة. ومن فيها من المدنيين والعسكريين.
خرجت المياه منها بعد 80 سنة من جفافها قرب مقام الولي الصالح.
كانت تسمي بئر المتيولي داخل محل لإصلاح الأحذية. وشرب الجميع بعد أيام عصيبة من العطش وشرب المياه المالحة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
وعبدالله الغريب: هو أبو يوسف بن محمد بن يعقوب بن ابراهيم فارس مقاتل وتقي زاهد ارسله الخليفة عبدالله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية بالمغرب العربي سنة 320 ه إلي المنطقة مع فرقة من الجند لتأمين طريق الحج الذي قطعه القرامطة بمنطقة تل القلزم "السويس الحالية".
استشهد ليلة الجمعة 17 من ذي القعدة ودفن مع أربعة رجال من شيوخ الصوفية هم الشيوخ عمر وأبو النور وحسين والجنيد.
وسمي الغريب لأنه من خارج المنطقة. وقيل إن اسم السويس جاء من كلمات لهذا الشيخ.. أقدموا سواسية ترهبون عدو الله.
ومدينة 24 أكتوبر حي جديد بالسويس انشئ بعد انتصار اكتوبر.
ومدينة العبور من الجيل الثاني للمدن الجديدة. تابعة للقليوبية. تأسست سنة 1990. وبها أكبر أسواق القاهرة الكبري. يحل اسمها. وهي مدينة صناعية وتجارية واعدة.
تقع علي طريق القاهرة بلبيس الصحراوي جهة اليمين "من الكيلو 9 15" بعمق سبعة كيلو مترات.
والسويس أكبر المدن والموانئ المصرية المطلة علي البحر الأحمر. تقع علي رأس الخليج الذي يحمل اسمها. كانت تسمي القلزم وحملت قناة السويس اسمها أرجو أن تكون مشكلة مواطن حي الأربعين قد وجدت طريقها إلي الحل وأن يكون مع جميع أهالي السويس "مدينة البطولة والصمود" في أحسن الأحوال.