اخبار الرياضة
فتحى سند
أرجوك لا تغضب .. تونس.. مكاسب بالجملة!
>> بكل المعايير.. كانت مباراة مصر وتونس تجربة مهمة ومثالية قبل السفر إلي الجابون.. لقاء واحد للاعداد لبطولة الأمم الأفريقية أكثر بركة من عدة مباريات ضعيفة.
وبغض النظر عن مردود المباراه من الناحية الفنية التي يحتفظ فيها كوبر باسرارها.. كان معايير تقييم مثل هذه التجارب لا تخضع لوجهات نظر نقدية أو إقتصادية، وانما لرؤية الجهاز الفني.
ولعل »المسئولية« أو التشكيلة التي بدأ بها كوبر مباراة تولي تبدو مفاجئة للكثيرين، وأعتقد أن هذه المفاجأة كانت مطلوبة، وأغلب الظن أن الأمر قد يختلف في اللقاء الأول بالجابون مع مالي، وهذه أحد كان المدربين الكبار الذين ينظرون إلي المنافسات بفكر يختلف عن «الهواه».. هواة البحث عن مبررات لكي يصطادوا في الماء العكر، أو إظهار انهم «فامهين».. وهم في الأصل «أونطجية»!
علي كل الأحوال.. مكاسب جهازه توفي عديدة.. وأعتقد أن من بين أهم هذه المكاسب أن اللقاء ثم باستاد القاهرة وسط حضور جماهيري لا باس به.. وكم أسعد الكثيرين أن يروا بأ أعينهم هذا الصرح العملاق وقد وثب الحياة في أوصاله. والواقع.. أن الباب أصبح مفتوحا الآن اكثر من أي وقت مضي لأن تجري المباريات القادمة.. للمنتخبات أو الأندية باستاد القاهرة.. صحيح بعض الاندية لعبت عليه في الدوري، إلا أن بريقه لا يبدو مؤثرا إلا عندما يلعب عليه الأهلي والزمالك.
>> علي بركه الله.. سيطير المنتخب الوطني الكروي إلي الجابون يوم الجمعة المقبل.. سيتواجد أحفاد الفراعنة من جديد بين كبار القارة السمراء.. معنوياتهم هذه المرة عاليه لأنهم اقتربوا من تحقيق الحلم الأهم وهو التأهل لنهائيات كأس العالم بموسكو 2018. ستحظي مجموعة مصر في البطولة الافريقية بالاهتمام الاعلامي والجماهيري.. علي الأقل في الشارع المصري تحديدا.. ليس لأن أحفاد الفراعنة يحملون علي عاتقهم مسئولية الدفاع عن سمعتهم التي أهدرت في ثلاث دورات قتالية مضت.. ولكن لأن المجموعة تضم غانا وأوغندا وكلاهما له صولات وجولات قادمة في تصفيات المونديال.. إلي جوار مالي.. وهو منتخب له إحترامه وتقديره. لن ينسي الغانيون.. أنهم اتخطفوا مرتين في جولتين حاسمتين.. الأولي وكانوا هم الأفضل في نهائي أمم افريقيا 2010.. يومها أحرز جدو هدفا قائلا.. حقق للمصريين اللقب الثالث علي التوالي، والثانية.. وكانوا أيضا في أفضل حالاتهم.. ولكنهم خسروا بهدفين في ستاد برج العرب ليبتعدوا نسبيا عن المناقشة في تصفيات مونديال لم يغيبوا عنه في الثلاث بطولات الماضية. هذا.. هو المنتخب الغاني الذي سينظر إلي لقاء منتخب مصر علي أنه بطوله خاصة لا يمكن الخروج منها بهزيمة أو بخسارة أخري وإلا أصيبوا بعقده.
أما المنتخب الأوغندي.. فهو المنافس.. ولو من بعيد مع منتخب مصر في المونديال.. واللقاء القادم لكوبر سيكون معه في كمبالا.. والفوز فيه يجعل الحلم المصري قد تحقق بنسبة 100٪ ان شاء الله. إذن.. لن يكون اللقاء سهلا مع هذا المنتخب في الجابون.. وان كان الفارق بالطبع في مصالح مصر. ويبقي المنتخب المالي الذي لا ينبغي أن يخرج من الحسابات.. والا سيكون تأهله لدور الثمانية علي حساب الاثنين الكبار.. مصر وغانا.
>> لم أكن أتمني أن يعلن كوبر صراحة أنه سيطير إلا الجابون لسيعود باللقب.. وكنت أفضل أن يمسك العصا من المنتصف.. علي سبيل الدبلوماسية، حتي اذا لم يوفق لا قدر الله، لا يتعرض لاتهامات بأنه قال.. ولم يفعل.
قد ينظر البعض إلي كوبر علي أنه شجاع.. ومن جه نظري هو كذلك.. ولكن مع «عالم» لا يعجبهم كان عليه أن يؤمن نفسه.. خاصة أن هناك جولات أخري اكثر اهمية من بطوله الأمم الافريقية، وهي الخاصة بتصفيات كأس العالم.
والمدهش.. أو العجيب.. أن أقرأ تصريحا، أو تعليقا للمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بقول فيه إن منتخب مصر سيطير إلي الجابون ليعود بكأس البطولة.
والسؤال: اذا كان كوبر نيته سليمة فيما قال لانه لا يعرف طبيعة الشارع الرياضي في مصر.. فكيف للوزير أن يكون هو الآخر.. نيته سليمة. لا يوجد مصري واحد لا يتمني الفوز بالبطولة الافريقية.. ولكن المؤكد أن الحذر دائما مطلوب، والدليل علي ذلك أنك لم تقرأ في حياتك تصريحا.. ولم تسمع طول عمرك تعليقا لمدرب البرازيل أو ألمانيا أو الارجنتين.. قبل السفر للمونديال أنه سيفرز باللقب.
>> الدبلوماسية لا تعني «تعويم» الأمور، أو اصابة المواطن بالتوهان.. ولا إخفاء حقيقته، وانما تعني- اذا كانت شريفة- الالتزام بما يجري علي أرض الواقع.
يعني مصداقية،، ولو من بعيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف