محمود سلطان
المسكوت عنه في علاقة أبو هشيمة بـ"رونالدو"!
في زحمة الأحداث المتلاحقة، لم يلتفت أحد، إلى استضافة "عمرو أديب/ أبو هشيمة"، لنجم كرة القدم البرتغالي "كرستيانو رونالدو"، على فضائية "أون تي في"! تولى أبو هشيمة بنفسه، حملة الدعاية لهذه الحلقة، ونشر عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي عن "المفاجأة".. وعن موعد إذاعتها: الجمعة 30/12/2016! بالتأكيد قبول "رونالدو" لدعوة أبو هشيمة، لن تكون مجانية، يعني "جدعنة".. فمصر ليس لها حضور مؤثر على خريطة كرة القدم العالمية، فهي آخرها "القارة السمراء"، بل باتت الأخيرة عصية على مصر منذ ثلاث سنوات مضت.. يعني لا يوجد لدينا ما يغري نجمًا في حجم رونالدو، لكي يتلهف للظهور على قناة مصرية محلية مجهولة، ولا ترقى بالمرة لشهرة قناة الجزيرة، على سبيل المثال. رونالدو ـ والحال كذلك ـ جاء نظير تقاضيه مبلغًا ماليًا سيحدده هو وليس أبو هشيمة.. وبالتأكيد أيضًا لن يتقاضاه بـ"المغفور له" الجنيه المصري.. وإنما بالعملة الأجنبية. المفاجأة التي لم تلفت انتباه أحد، أن أبو هشيمة دفع لرونالدو 9,5 مليون جنيه، وقبضها، بما يقابلها يورو "500 ألف يورو"!! ولم يسأل أحد، كيف خرج هذا المبلغ الضخم، بالعملة الأجنبية من مصر، للاعب كرة قدم، لمجرد ظهوره في فضائية محلية، وفي ظل أزمة عملات أجنبية، عرّضت مصر للإفلاس، وحملتها على أن تمد يدها إلى الأسخياء والمحسنين العرب، وإلى المؤسسات المالية الغربية، والتي لا يُخفى على أحد، نزعتها نحو فرض وصايتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على القرار السيادي الوطني! خزينة مصر تشكو من الخواء المرعب من الاحتياطي النقدي الأجنبي.. ثم يسمح لرجل أعمال أن يخرج منها، مثل هذا المبلغ الضخم، ليعيد تدويره وضخه في جيبه وفي حساباته البنكية مرة أخرى، بالمليارات عائدات إعلانات، متوقعة من بث الحلقة على فضائيته؟! هذه مسألة محيرة: من الذي سمح لأبو هشيمة، بتحويل 9,5 مليون جنيه، إلى 500 ألف يورو، ثم تحويلها للخارج، ليس لشراء أدوية للمرضى المصريين مثلًا، وإنما ليودعوا في حساب لاعب كرة قدم أجنبي، مقابل طلته "الحلوة" على "أون تي في" لعدة دقائق؟! 9,5 مليون جنيه.. مبلغ ضخم، ويمكن أن نحسبها، كم مدرسة أو مستشفى تُبنى به.. أو كم بطانية يمكن أن نشتريها بهذا المبلغ لتدفئة من لا مأوى له من سكان العشوائيات والقرى الفقيرة والمهمشة والمحرومة والمنسية، والتي يعاني نصف سكانها من الفشل الكلوي؟! ولكي لا ننسى.. علينا أن نتذكر، بأن المبلغ خرج من مصر، وهي تكابد مشقة بالغة في توفير العملة الأجنبية لشراء غذائها ودوائها! فما سر هذا الدلع والدلال الذي يحظى بهما أبو هشيمة من النظام؟!