6 شهور.. عملاً وجهاداً.. بناء وإصلاحاً.. تكاتفاً وتلاحماً.. وبعدها تنكشف الغمة. وتنفرج الأزمة. وتتبدد مخاطر آخر وأصعب مراحل الضيق والمعاناة.. ويهل الغد المنتظر بإشراقاته وطفراته التي تمسح عبس المآسي.. وترسم قسمات "الفرحة" علي وجوه البسطاء.
حتي تمر الستة شهور بأمن وسلام.. لابد أن يرتقي أداء كبار المسئولين إلي مستوي "وقفة" الشعب خلف رئيسه.. الذي ضرب أبناؤه أروع أمثلة التحمل والجلد من أجل غد أفضل.. وفي سبيل بقاء الدولة المصرية حرة آبية.. كما ينبغي أن تتواري الأيادي المرتعشة.. ويتقدم الصفوف إناس يمتلكون القدرة والملكة.. ويتميزون بالعلم والكفاءة ولديهم خاصية "القرار الصائب.. في الوقت المناسب"..!!
رفع المعاناة وتحسين مستوي المعيشة.. يقتضي اختفاء الإعلاميين المحرضين بافتراءاتهم وأكاذيبهم التي تستهدف التشويه والتضليل. ويفرض علي النخبة الفاسدة الصمت المطبق.. وأن تكف عن العبث والتلاعب بمشاعر الغلابة.. ويستوجب مواجهة المتلاعبين بأقوات الشعب بكل حسم وصرامة.. والتصدي لكل من ينخر بفساده واختلاساته في أركان ودعائم الأجهزة والمؤسسات..!
عبور المرحلة الصعبة.. يدعو قيادات الأحزاب إلي تنحية الصراعات جانباً.. والتفرغ والمشاركة في معالجة القضايا المصيرية.. ومساندة الدولة في مواجهة التحديات الشرسة.. وهنا لابد أن يعي الجميع.. أن الموقف الحرج لا يتحمل أبداً خلافات بين الصيادلة وشركات الأدوية.. ولا بين نقابة ووزارة.. ولا بين محافظ ونواب.. وأن الوقت لا يسمح إطلاقاً بتضارب وتخبط.. ولا بنزاع وصراع.. وإنما يستلزم تلاحماً وترابطاً.. والترفع عن الصغائر.. وتقديم الصالح العام عن الأهواء والمآرب الذاتية!!
الوصول للهدف المنشود.. يعني وأد الفتن.. وإخماد نار الفرقة والتشتت.. وحماية النسيج الواحد وإحياء شعار "كلنا جسد واحد".. ويقتضي اختفاء ظاهرة قطع الطرق لأهون سبب.. ويلزم عدم الجري وراء الشائعات وتوفير وقت وجهد نفيها وتكذيبها.. ويدفع لإقامة حصار فكري حول المشككين والمتشائمين..!!
تجسيد الانفراجة المأمولة.. يجب أن يحرك رجال الأعمال.. ويدعوهم للتخلص من السلبية والخوف.. والإسراع بالمشاركة الفعالة. والإسهام الكبير في دفع عجلة الاستثمار.. كما يفرض علي كل القوي والتيارات.. مخاصمة الأنا والنرجسية.. والتمتع بروح الإيثار والغيرية لكي تعود الأمور إلي نصابها الصحيح.
أما شباب الألتراس. والفيس بوك.. فلا أمل من إصلاحهم.. بعد أن أصروا علي الخروج عن المنظومة.. وبالتالي وجب إزاحتهم جانباً مع ضرورة التصدي لأفعالهم وسلوكياتهم بصحيح القانون وبتغليظ العقوبات.. لأن الأمر لم يعد يسمح بضبط النفس معهم أكثر من ذلك..!!
لقد عبرت مصر الكثير من المحن. وتجاوزت العديد من الأزمات.. ولم يعد باقياً إلا 6 شهور "أشغالاً وطنية".. تحتاج إلي تكريس الجهد. ومضاعفة الأداء.. وصيانة التلاحم والتماسك.. حتي تمر تلك الفترة بخير وسلام.. وعندئذ يتحقق أمل كل المصريين في حاضر تهدأ فيه النفوس.. ومستقبل مشرق.. تنشرح له الصدور..!!