الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
انتصاران في ساعات قليلة
نحن المصريين نؤمن بعادات قديمة متوارثة من مئات السنين.. نتفاءل ونتشاءم من احداث تقع.. أو قول بعيدا عما نتحدث فيه يحمل لفظا فيه تفاؤل أو تشاؤم.. نبحث دائما عن لوح خشب ضال وسط موج هائج لنصل إلي البرد ولا نغرق.
لذلك تجدني وكذا من أصبح في سني عاش ويعيش بمعتقداتنا القديمة أقول تجدني متفائلا بفوز مصر مرتين في يوم واحد بل في أمسية واحدة بل في حوالي ثلاث ساعات وهو فوز غير متوقع قط فزنا علي تونس بعد 15 عاما وفزنا بالبطولة العربية لكرة السلة رغم اعتزال فريق كامل ولعبنا بالاشبال أمام فراعنة المغرب التي فازت في مباريات الدور الأول بفارق كبير وكانت المباراة النهائية مع المغرب ايضا شبه مضمونة.. ولكن نحن دائما نحب تحقيق المستحيل في كل فروع الحياة وقد كان.
***
وكانت فرحتي اكثر من غيري لأنني احلم بعودة سيادتنا وانتصاراتنا المذهلة في كرة السلة بالذات ايام المدرب العالمي محمد حبيب رحمه الله.. كنا ابطال العالم أيام حسين منتصر والبير تادرس ووردة وكتفاجو وغيرهم.. كانت المباراة النهائية في كل بطولات العالم مونديال السلة بين أمريكا ومصر ودائما نظل متقدمين علي أمريكا حتي قرب النهاية حينما يتم كسر منتصر أو تادرس لتفوز امريكا بفارق لا يزيد علي سلة أو سلتين!!
وعام 1950 قرر اتحاد السلة الدولي اقامة مونديال السلة في القاهرة وقبيل المباراة النهائية ذهب محمد حبيب إلي قصر عابدين وطلب من موظف التشريفات الذي يجلس أمام دفتر التشريفات ليكتب كل من يدخل اسمه وماذا يريد.. طلب محمد حبيب "وكنا نسميه حبو المعنوي" طلب من التشريفاتي ان يحضر الملك فاروق المباراة النهائية علي أرض المعارض بقصر النيل ليسلم كأس العالم لمصر!! أخذ التشريفاتي "هذا المجنون" إلي داخل القصر ليقابل العمم الكبيرة فالحكاية أكبر من هذا التشريفاتي واقنع حبو المعنوي الجالسين في الداخل بأنها فرصة العمر للفوز ببطولة العالم بدلا من المركز الثاني الدائم لأن الفريق الأمريكي لن يجرؤ علي كسر أحد لاعبينا في حضور ملك البلاد وقد كان فازت مصر ببطولة العالم وطلب الملك ممن حوله بأن يكون محمد حبيب آخر من يصافحه الملك مع التقاط صورة مع الملك وكافأه وقد كان.
يمر عامان ويأتي المونديال التالي في الارجنتين ويعتذر اتحاد مصر عن هذه البطولة لضيق ذات اليد.. السفر إلي الأرجنتين غال جدا وفوق امكانيات اتحاد السلة بكثير.. حاول محمد حبيب ان يشكو الاتحاد لأي مسئول كبير دون جدوي فقرر ان يذهب إلي قصر عابدين ليكتب الشكوي في دفتر التشريفات قيل له ان الملك قليل ما يطلع علي الدفتر.. ذهب محمد حبيب إلي الصحفي الكبير احسان عبدالقدوس ليكتب مقالا في هذا الموضوع وقد كان فإذا بسفير الارجنتين بالقاهرة يخطر وزير الخارجية بأنه تلقي أمرا من بلده بأن يعمل علي سفر فريق مصر ذهابا وايابا علي نفقة السفارة واخطار اتحاد السلة بأن الفريق سينزل ضيفا علي حكومة الارجنتين لأن شعب الارجنتين في انتظار رؤية بطل العالم أمام أمريكا.
هل يمكن ان تعيدوا هذا المجد العالمي يا اتحاد كرة السلة؟!
علي فكرة قرأت اسم رئيس الاتحاد مجدي أبوفريحة. فهل هو ابن أو قريب أبوفريخة بك عمدة وسيد وصاحب الافضال علي طنطا والرياضة في طنطا.. قالوها زمان "العرق يمد" ورد الناس الطيبين هم عصب البلد أبا عن جد وجد الجد!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف