يمكننا أن نتعلم وننصت للآخرين حتى نتفهم الأفعال وكيف نؤثر فيهم وكيف يكون لنا فرصة متجددة كل يوم في تعلم كل جديد وكيف يكون لنا المبادرة في تغيير كل من حولنا للأفضل.
إن النقد دون عمل سلبية لا فائدة منها، حيث نجلس ونبدى آراءنا ووجهات نظرنا دون أن نكون فاعلين في بيئتنا أو مؤثرين فيها، بينما التحدي هو أن نحاول أن نطبق ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في التطبيق، فكل منا لديه آراء وأفكار وأحلام وإن لم توضع في موضع التطبيق فإنها تضيع هباء.
لذا كل إنسان قادر على تحقيق شيء عليه أن يبادر بتحقيقه دون أن يتكلم، فالحكمة تقول إن من يتكلم لا يعمل، وبالفعل إن من يعمل لا يتكلم، لأنه ليس لديه الوقت للكلام والجدال دون فائدة، ولن يعود عليه أثر، بالتالي سيشيب الشعر وتخار قواه وهو يتكلم دون فعل وفى النهاية هو الخاسر الوحيد، وليس هو فقط بل كل من صادفهم الحظ للجدال معه هم أيضًا خاسرون.
التغيير للأفضل مسئولية من ؟
إنه مسئوليتنا نحن الشعب الواعي لنفسه وللتحديات المفروضة عليه، ولا أريد أن أرى 92 مليون إنسان ينتظرون شيئًا من آخرين ينتظرون معونة أو ينتظرون مساعدة أو حتى ينتظرون أن تمد لهم يد العون..
إننا نعيش في زمن اعتاد كثير من شبابه الاعتماد على والديه أكثر من اعتماده على نفسه، رغم أن آباءنا عملوا واجتهدوا في ظروف سياسية واقتصادية أصعب من تلك التي نعيش فيها وصنعوا المعجزات، فالانتصار في حرب أكتوبر كان معجزة، وتجاوز آثار النكسة كان معجزة، ومع ذلك عمل أباؤنا واجتهدوا وجاء الدور علينا لنعمل ونجتهد ونعبر الصعاب كما عبروا من قبل.. وذلك بالإقدام والمثابرة والتعلم والتصميم على تجاوز الصعاب، إنها تحديات لابد أن يتحملها الجيل بنفسه وأن تتغير ثقافته بسرعة تجاه ما يراه من قضايا.
إن مواقع التواصل الاجتماعي تعج كل يوم بالآراء والأفكار والهمم الضائعة التي لا يستفيد أحد منها، تلك الطاقة التي تتحول إلى عدوانية تجاه النفس والآخرين.. مجادلة للمجادلة وتنتهى المحادثات وكل طرف يبقى على ما هو عليه دون أن يغير الحديث من فكره شيئًا لأنها لا توجد خطوة متقدمة Next Step.
حينما نبدأ الآن بتحديد الخطوة القادمة لكل حديث، ففى هذا الوقت وحده سنتحول من السلبية إلى الإيجابية وهنا سنتغير وسنغير الآخرين للأفضل بإذن الله.