الأهرام
عصام عبد المنعم
الشكر على الواجب !
لا أعتقد أن القول المأثور (لا شكر على واجب) يصح دائماً وفى كل الأحوال، بل ربما كان العكس أحياناً أكثر قبولاً. ذلك عندما يكون فى الشكر على أداء الواجب استنهاضً للهمم وتحفيز للمتقاعسين عن أدائه.. وفى هذا الأسبوع، بالتحديد قبل يومين، انشرح صدرى مع كل المصريين عندما طالعنا فى الصحف خبر استقبال الرئيس السيسى لابن مصر الموهوب والبار، محمد صلاح (٢٤ سنة) نجم المنتخب الوطنى لكرة القدم ونادى روما الإيطالى، صاحب أهم وأنجح تجربة احترافية للاعب مصرى فى التاريخ الحديث.

< صحيح أن السبب المباشر فى تكريم الرئيس هو تبرع صلاح بخمسة ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، لكننى أرى إنه كان يستحق هذا التقدير المعنوى من رأس الدولة المصرية حتى قبل أن يقوم بهذه المبادرة الوطنية الرائعة ، لأن صلاح (٢٤ سنة) كان منذ غادر مصر وهو دون العشرين من عمره، محترفاً فى سويسرا قبل إيطاليا، خير سفير للشباب المصرى وللمصريين عموماً فى الخارج، حتى اختير هذا العام أفضل محترف إفريقى فى أوروبا.

< شكراً أبو صلاح على أداء الواجب.. ذلك الواجب الذى لايزال الكثير من الأثرياء والموسرين من رجال الأعمال والرياضيين والفنانين، متقاعسين عن أدائه، والتقاعس هو أخف التعبيرات التى تحضرنى وصفاً لمواقفهم. إن فاتورة الإصلاح الإقتصادى الباهظة التى يتعين أن يدفعها المصريون، لا تزال حتى الآن فى الجزء الأكبر منها تثقل كواهل الفقراء ومتوسطى الدخل. فهل يشعر الأغنياء بالخجل بعد مبادرة صلاح ؟!

< نحن بالتأكيد نرى الضوء فى نهاية النفق المظلم، وننتظر أن يعم الرخاء بلادنا العظيمة، بعد أن تبدأ الاكتشافات البترولية فى العطاء، فضلاً عن المشروعات الاقتصادية والبنى التحتية، وبشائر دخول مصر بالفعل دائرة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية.. لكن كل يوم يمر حتى نصل إلى نهاية النفق يحمل المعاناة لملايين البسطاء جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.

< إن الرياضيين ، بالتحديد لاعبى كرة القدم المحترفين خارج وداخل مصر، عليهم الاقتداء بزميلهم المحترم صلاح فى دعم بلادهم ومواطنيهم البسطاء فى هذه الأوقات الصعبة، هؤلاء المواطنين الذين أعطوهم الشهرة والمال. وإننى أدعو الصديق هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة المصرى إلى دراسة الأمر، مع رؤساء الأندية الكبرى، وصولاً للصيغة المناسبة لأداء هذا الواجب!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف