الأهرام
أحمد عبد التواب
الرئيس يكتفى بمقابلة محمد صلاح..
كان من حق اللاعب الدولى الموهوب محمد صلاح أن يستقبله الرئيس السيسى استقبالا خاصاً دون مشاركة أحد من زملائه اللاعبين المصريين، ليس لكونه الأكثر نجومية فحسب، بل تقديراً للفتة سبق فيها صلاح زملاءه فى عالم الرياضة، بل وفى عوالم أخرى تضم نجوماً فى مجالاتهم، وذلك عندما تبرع بمبلغ معتبر (5 ملايين جنيه) لمصلحة العمل العام، رغم أنه آخر من التحق بعالم الشهرة، كما أن كل أمواله تكاد تكون من كَدِّه المباشر كلاعب دولى محترف لم يُعرَف عنه أنه يتعامل فى البيزنس، كما أنه من الأصغر عمراً فى حلقات النجوم.

الحقيقة المؤسفة، أنه ليس من المألوف عن نجوم الرياضة والفن فى بلادنا، رغم سيل أخبارهم المتدفقة، أن يرى لهم الرأى العام نشاطاً تطوعياً بالجهد أو بالمال فى الأعمال الخيرية، سوى لقطات تجميل لصورتهم لدى الجمهور فى زيارات تمثيلية فى مثل الإعلانات الترويجية لمستشفى سرطان الأطفال! حتى أن أخبارهم المتداولة لا تكاد تخرج عن توقيعهم العقود بمبالغ هائلة وتحصلهم على مكافآت الفوز المجزية وامتلاكهم سيارات خرافية وفيلات فاخرة وشاليهات لا يحلم بها أحد، أو عن نزاعات عن انتهاك التزامات تعاقدية أو المطالبة بشروط جزائية، أو قضايا عن استحقاقات مالية، أو تهرب ضريبى أو حتى إنكار بنوة أو رفض دفع نفقة للزوجة أو إنفاق على الأبناء..إلخ

اختلف محمد صلاح منذ طَلَّته الأولى بسجايا استقبلها الجمهور استقبالاً طيباً، بعد أن لفت النظر إلى موهبته الاستثنائية كلاعب، وكانت أولى مزاياه المتفق عليها تفانيه الشديد فى عمله وحرصه على تطوير أدائه وتواضعه أمام الجماهير وسلوكه المهذب الآسر وحرصه على سمعته وعدم الجرى وراء الشهرة بتسريب أخبار تلبى فضول جماهير الدرجة الثالثة، ثم جاء خبر تبرعه فى صمت ودون تمرير صورة الشيك وبلا ميلودراما رخيصة عن حبه لمصر..إلخ، فنال ما يستحقه من الاحترام والتقدير، وفى الوقت نفسه أثار المقارنة بالآخرين. وقد وصلت كل هذه المعانى بوضوح دون أى مذكرات توضيحية من الرئيس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف