مع بداية بطولة كأس العالم لكرة اليد أمس في فرنسا وحتي نهاية الشهر الجاري وبداية بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بعد غد في الجابون وحتي الأسبوع الأول من الشهر القادم بمشاركة المنتخبين المصريين لكرة القدم وكرة اليد في هاتين البطولتين أعتقد أن الحياة الاجتماعية في مصر ستختلف خلال هذه الفترة وبقدر استمرار شبابنا في المنافسة وحتي آخر دقيقة في آخر مباراة يخوضها أحد المنتخبين.
وحقيقة الأمر أن غياب مصر عن البطولة الأفريقية لكرة القدم منذ عام 2010 يجعل الجماهير المصرية في اشتياق لمتابعة فريقها في هذه البطولة الكبري. ولأول مرة بعد الثورتين والأحداث السياسية والاجتماعية والأمنية المتلاحقة خلال 6 سنوات صعبة.
وقد أضفي منتخبنا حالة من التفاؤل علي الوسط الرياضي المصري خلال عام 2016 "عام الشباب" بعد إقصائه نيجيريا القوية من هذه البطولة وتغلبه علي غانا الرهيبة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 ومن المفارقات أن نواجه منتخب غانا مرة أخري في بطولة أفريقيا يوم 25 يناير القادم "ذكري الثورة" مما يزيد من الإثارة والمتعة التي ينتظرها الجمهور المصري العاشق لكرة القدم.
ونلتقي غدا في مباراة مهمة مع منتخب قطر في كرة اليد ولا شك أنها مباراة سيتابعها الشعب المصري باهتمام شديد نظرا للظروف السياسية الحالية لكن في النهاية ومهما كانت النتيجة فهذه هي الرياضة بجمالها وأخلاقها ومتعتها وإثارتها. مجموعتنا أيضا تضم أبطال العالم في هذه اللعبة الدنمارك والسويد إلي جانب كل من البحرين والأرجنتين وهو أيضا بالقطع سيزيد من متابعة هذه البطولة - في نفس توقيت بطولة كرة القدم - إثارة علي إثارة ومتعة علي متعة.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات والأخبار السيئة عن العمليات الإرهابية الخسيسة التي يشهدها العالم بأسره والخلافات المستمرة والتمسك بالرأي وعدم تقبل الآخر وغياب الابتسام والتسامح والعديد والعديد من المشكلات.
أعتقد أن هاتين البطولتين فرصة سانحة لكي نهدأ قليلا ونروح عن أنفسنا فإن القلوب إذا كلت عميت ونلتقي جميعا ونتجمع حول منتخباتنا وألوان علم بلادنا علي "تشيرتات" شبابنا.
فرصة سانحة أن نزور أهلنا وأصدقاءنا وجيراننا. ونتابع المباريات معا. ونستمتع ونفرح ونشيد بالأداء الجماعي ووحدة الهدف. وحلاوة اللعبة والإبداع الفردي للاعبين. وحسن القيادة من خارج الخطوط. وشخصية الحكم ومظهره وانضباطه. والتقنية الفنية العالية في التصوير والإخراج. كل هذا في إطار أنها رياضة تنسب إليها الأخلاق الرفيعة.
منتخب مصر في أي لعبة يجمع المصريين مهما كان السن أو الدخل أو المنصب أو المستوي الثقافي أو الانتماء السياسي أو مكان السكن ومهما كان اسم الفريق الذي تشجعه.
تحتاج مصر منا أن نتجمع ونتوحد. وقد نختلف في الوسيلة ولكن يجب أن نتفق علي "الهدف".