المساء
كاريمان حرك
أوتار
* فقدت الأوساط الثقافية هذا الأسبوع قامة كبري في عالم النقد المسرحي د. نهاد صليحة التي تعني لي شخصيا الكثير منذ تتلمذت علي يديها في معهد النقد الفني أيام نهضته وقبل أن يتحول إلي مجرد كلية عادية مكملة لمعاهد أكاديمية الفنون ورغم انني لم اتخصص في المسرح ولكن أصول النقد وأخلاق المهنة تعلمتها منها حيث كانت تقول: الناقد لا ينتظر دعوة لمشاهدة عرض ما بل يذهب بنفسه للعرض الذي يتوسم فيه انه يرقي لمستوي النقد وان المتابعة للنشاط عمل مواز للابداع الأدبي وكانت تتابع الحركة المسرحية باخلاص ومثابرة وايمان بالشباب وتعمل علي تشجيعه وكانت تقول لو سمعت أن مجموعة تقدم عرضاً في حديقة عامة سوف اذهب لهم وأكتب عنهم.
وهذالم يكن مجرد كلام بل كانت تترجمه عمليا ولا أنسي حين كان الفنان خالد الصاوي زميلا لنا في الدفعة ويقدم مسرحية مع مجموعة من زملائه علي مسرح كلية حقوق وأصرت أن نذهب جميعاً لمشاهدتهم وتشجيعهم ولم تكتف بذلك بل كتبت نقداً كبيراً عنهم وتنبأت وقتها بنجومية الصاوي وكانت تعتز بدفعتنا التي معظمهم كان لهم دور في حياتنا الثقافية والفنية ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر مجدي الطيب والمخرج الراحل محمد حسيب وأمير أباظة وهالة أبوعالم وجيهان كامل المديرة السابقة للبرنامج الموسيقي والروائية تهاني راغب والزميل الصحفي عاطف الراعي والممثلة سلوي محمد علي ود. سامية حبيب والشاعر الراحل عمر نجم والصحفي محسن عبدالخالق وغيرهم للأسف تخونني الذاكرة في تذكرهم.
نهاد صليحة تمثل جيل ما بعد النكسة حيث كانوا جميعا يدرسون في الخارج وحضروا إلي مصر وفي ذهنهم حمل شعلة الثقافة وهم د. محمد عناني ود. سمير سرحان ود. عبدالعزيز حمودة ونهاد جاد وغيرهم ونلحظ انهم جميعا كانوا مبدعين بجانب المهنة سواء ادارية أو أكاديمية ولكن د. نهاد كانت شخصية متفردة عينها علي الشباب وعلي التجارب الجديدة في كل أنواع المسرح الدرامي والغنائي والرقص الحديث.
كانت قدوة في الثقافة والعلم والانتاج ولها الكثير من المؤلفات والمقالات والترجمات وتعلمنا منها أن يسير تحصيل العلم بالتوازي مع الابداع ورغم علمها الغزير كانت تتسم بتواضع العلماء والحديث ببساطة وانسانية وتجعلك صديقا لها من الوهلة الأولي وعندما دخلت ابنتها د. سارة عناني إلي عالم الأوبرا حيث كانت مغنية رائعة شجعتها وبسرعة أصبحت د. نهاد صديقة وحبيبة لكل أعضاء فرقة أوبرا القاهرة وعندما ذهبت اليها لأهديها كتابي "الفن الجميل" وكان ذلك أثناء مناقشتها لرسالة دكتوراه في معهد النقد أظهرت لي فرحتها العارمة وأكدت بالقوة وبالمشاعر انها تعتز بي وبكل تلاميذها وتشجعنا علي الانتاج وتؤكد أنها تتابعنا.
وداعا أستاذتي الإنسانة المتفردة والخلوقة وفي جنة الخلد ان شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف