الأصل في الزواج القبول والإيجاب. ولحفظ الحقوق المدنية. اخترع الإنسان الحديث ورقة أطلق عليها "عقد الزواج". والمعروف أن أي عقد في الدنيا قابل للفسخ من أي من الأطراف الموقعة عليه. وبناء علي ذلك فإنه لا يوجد زواج أبدي. إذا استحالت الحياة بين اثنين تحت سقف واحد.
إن كان الأمر غير ذلك. فَلِمَ شرَّع اللَّه سبحانه وتعالي "الطلاق"؟!.. الآية واضحة وضوح الشمس: "فإمْسَاكى بِمَعْرُوفي. أَوْ تَطْلِيقى بِإحْسَان" حتي الزواج الكاثوليكي. هناك حالات محددة تستدعي تدخل الكنيسة للتفريق بين الزوجين. وفي بعض الأحيان عندما لا تقتنع الكنيسة بأسباب الطلاق. يضطر أحد الطرفين لتغيير الملة. وأحياناً تغيير الديانة نفسها من أجل الحصول علي حريته. فلا يظل طول عمره سجين "عش" زوجية تحول إلي "زنزانة".
البعض قد يفهم كلامي أنه تحريض علي الطلاق. في الوقت الذي ارتفعت فيه أصلاً معدلات الطلاق بصورة غير مسبوقة. بالتزامن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة. التي سهلت فرص التعارف والمقارنة والتواصل. ولكن علي العكس. ليس هذا هدفي من المقال. كما سأشرح في السطور التالية.
مبدئياً.. السبب الرئيسي في حالات الانفصال السريعة بعد أقل من عام علي الزواج. هو الاستعجال في الاختيار. ولن أقول سوء الاختيار. عدم وجود قاعدة سليمة لاختيار الزوج أو الزوجة. فقد يغره جمالها. وقد يجذبها ماله. وبعد أيام وشهور من الاستمتاع أو المتعة الزائفة تبدأ الشخصيات الحقيقية في الظهور: بخيل. عصبية. عينه زايغة. غيورة. مستهتر. مسرفة. لا يستحم. شبه ابن عمه بدون ماكياج!!
المهم هنا.. توقيت اتخاذ قرار الانفصال. هل بعد سنة أو اثنين أو ثلاثة أم بعد 10 أو 15 سنة؟!.. وما سبب التأجيل "مبرر واهي" وهو وحيد ومشترك في جميع الحالات "العيال هاتتبهدل"!!
ماذا لا قدر الله لو توفي أحد الزوجين. أو كلاهما.. ماذا سيكون مصير "العيال" في هذه الحالة؟!!
دائماً أؤكد أننا نحيا الحياة مرة واحدة. فكيف تضيع "الضحية" حياتها وعمرها تحت سقف واحد مع "الجلاد"؟!!
الخلاصة: التدقيق في الاختيار.. أو سرعة اتخاذ القرار.
طيب.. ماذا سيحدث إن لم يكن هناك إمساك بمعروف. ولا تسريح بإحسان؟!.. تقع الجريمة.. أي نوع من الجريمة؟!.. أنواع عديدة أسهلها القتل. وأوحشها الاغتصاب.. كيف؟!!
هذا هو الكلام المسكوت عنه. والذي فتحته الزميلة الصحفية آية نبيل من خلال تحقيقها المنشور في موقع "أحداث مصرية" تحت عنوان "الاغتصاب الزوجي.. جريمة يتجاهلها القانون ويبررها المجتمع".
التحقيق مثير ويكشف عن حالات عديدة لزوجات تمت مواقعتهن من قبل أزواجهن بدون رضائهن. وهي جريمة لا يعترف بها المشرع المصري. في حين تعتبرها قوانين عالمية جريمة اغتصاب.
لما تقول "طلقني".. خليك شيك وطلقها.