نبيل فكرى
مساء الأمل .. أغرب القضايا
منذ أيام دار سجال بيني وبين صديق عن الدعاوي القضائية التي تزدحم بها المحاكم. وكثير منها من الممكن حله أمام أية جهات أخري. حتي نترك المحاكم لما هو أهم. وكذا تحدثنا عن تلك الدعاوي الشائكة التي تمثل ألغاماً في مسيرة البلاد. كدعوي الغاء قرار تعويم الجنيه. والذي أحاله القضاء الإداري منذ أيام إلي هيئة المفوضين. ولأنني لست قانونياً. فلا أدري كيف يكون الحال لو تم إلغاء قرار "التعويم". وكيف حال تلك الآثار التي ترتبت والمليارات التي أنفقت من هنا ومن هناك. وتعاملات البورصة. وغيرها من الأمور التي عصبها المال. ولا مال هذه الأيام إلا الدولار.
أيضاً. سردنا عدداً من الدعاوي من هذا النوع. وكان من بينها الدعوي التي رفعها البعض لإلغاء اللائحة الجديدة بكلية الآداب بجامعة دمنهور. والتي حكم بقبولها وإلغاء تنفيذ اللائحة الجديدة. ولولا أن فتوي قانونية قصرت الأمر علي قسم الآثار. لأصبح مصير أكثر من ألف طالب مهدداً لا سيما أن الامتحانات كانت علي الأبواب.
وهناك المئات من الدعاوي من هذا الشكل.. دعاوي علي الكهرباء وعلي المياه وعلي المحال التجارية. ناهيك عن دعاوي "الحسبة" التي زادت. وهي وإن رفعها أصحابها بدعوي صون المجتمع. إلا أنها تمثل عبئاً علي قضاء يكفيه ما هو فيه. والغريب والطبيعي أن تلك الدعاوي تنجز في أوقات سريعة. فيما يتم تداول القضايا الماسة. لسنوات في أروقة المحاكم.
بالطبع. القضاء معذور. فطالمنا أن شخصاً لجأ إليه. فلا مناص من إصدار الحكم "عنوان الحقيقة". والقضاء هو الحارس علي مصالح العباد. كبرت أو صغرت. ولذا فإن علي الدولة نفسها أن تنقي قوانينها من كل ما يشتت القضاء. وأن تنظم الأمر بصورة أكبر. وأن توجد لمثل هذه الدعاوي نوافذ أخري. تصدر قرارات فيها وليس أحكاماً.
الطريف في الأمر. أن هذا السجال دفعني للقراءة عن حال مثل هذه الدعاوي خارج "المحروسة". وهل ينشغل العالم مثلنا أحياناً بقضايا من هذا النوع. وبعد جولة سريعة. حمدت الله علي ما نحن فيه. فالقضاء في بلاد أخري. يحكم في قضايا غريبة وعجيبة. لو سمعنا مثلها عندنا لقامت الدنيا.
في أمريكا مثلاً. أقام محام دعوي قضائية يطالب فيها بتحويل حيوان الشمبانزي لـ "شخصية قانونية". حيث أراد تطبيق حقوق الإنسان علي الحيوانات.
ورفع رجل مدان بارتكاب جرائم جنسية ضد الأطفال. دعوي قضائية ضد الشرطة. لأنه تمكن من الهروب والاختباء في غابة لمدة يومين قبل إلقاء القبض عليه. والسبب أن تأخر عملية إلقاء القبض عليه عرضته لعضات الصقيع في يديه وقدميه وأنفه.
وقاضي لص في نيويورك أحد المصارف. لأنه عندما حاول سرقة المصرف. أعطوه نقوداً مزيفة في كيس احتوي أيضاً علي قنبلة صغيرة مسيلة للدموع فجروها بالتحكم من بعد.
وطلبت امرأة مليوني دولار من أحد المتاجر في لوس انجلوس تعويضاً. لأن زبونة أخري اشتبكت معها وأصابتها بجرح بعدما تنازعتا علي شراء تمثال صغير. والغريب أن زوجها طالب المتجر نفسه بمليون دولار رغم أنه لم يحضر الواقعة. لأنه حُرم من خدمات زوجته في الفترة التي كانت تضمد فيها جراحها الجسدية والنفسية.
ورفع روي بيرسون من واشنطن. دعوي قضائية ضد مغسلة فقد فيها سرواله. وطلب تعويضاً 54 مليون دولار. لأن شعار المغسلة "رضاكم مضمون". لكن القاضي حكم للمغسلة. لأن صاحب الدعوي جاء ومعه "السروال".
وقام شخص يدعي ادوارد بريور. برفع دعوي قضائية يطالب فيها بتغريم أحد المستشفيات مليون دولار. لأن المستشفي الإقليمي لم يحل بينه وبين اغتصاب مريضة كانت تتلقي العلاج في ذات المستشفي.
ورفع أحد المستهلكين دعوي قضائية علي شركة "ريد بول" لعدم حصوله علي جناحين بعد أن شرب منتجها عام ..2002 تُري كم جناحاً أضعنا في رحلة اليأس الطويلة. دون أن نشرب إلا المُر.
ہہ ما قبل الصباح:
ـ إن ضاقت الدنيا.. تذكر أن في السماء عادلاً "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".