الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
وراء الجريمة غباء وجهل
* الحياة الاجتماعية في أسيوط بها صور مفزعة وغريبة يتلقي القضاء الجنائي بعضها وحوادث القتل تقع لأتفه الأسباب.
* يفاجأ القاضي الجنائي بملفات قضايا تحمل غرائب وحوادث قتل لأسباب لا تصلح أن تكون سبباً لمجرد الغضب.. بائع فاكهة يعرض بضاعته علي رصيف الطريق أمام أحد المحال التجارية.. جاءت سيارة يقودها راغب في شراء بعض حاجاته من ذلك المحل جاء وقوفه أمام بائع الفاكهة وأبلغه أنه لم يستغرق بضع دقائق انتفض البائع غاضباً يؤنب سائق السيارة علي وقوفه في مواجهة بضاعته بدعوي أنه سوف يحجبه عن المارة أردف تأديبه بالسب والقذف لصاحب السيارة الذي ثارت ثأرته فاشتبك في عراك فضه المارة.
* بعد ساعتين عاد صاحب السيارة وخلفه سيارة نصف نقل بها عدد من الرجال يحملون الشوم والعصي الغليظة انهالوا ضرباً علي البائع المسكين حتي صار جثة هامدة في لمح البصر وكأنه لم يكن موجوداً في هذه الحياة يتلقي طلب الرحمة من ذويه فر الجناة عدا صاحب السيارة الذي أحاط به المارة وتمكنوا من ضبطه.
تولت النيابة العامة التحقيق فلم يجد المقبوض عليه دفاعاً سوي القول إن المجني عليه رحمه الله أهانه بإصراره علي ترك المكان ذلك عذر غير مقبول عقلا وذوقاً وشرفاً.
لم يفلح التحقيق كما تفلح التحريات في الوصل علي أسماء باقي المتهمين نال المتهم عقوبته وانفض عمر المجني عليه في غمضة عين بسبب جهل بعض أفراد المجتمع وغبائهم.
مثل هذه الجرائم لا يصح أن يقال عنها إن المجتمع هو الدافع لارتكابها ذلك أن الملايين مثل المتهم وأعوانه ومثل المجني عليه يعيشون في هذا المجتمع يتسامحون ويغفرون ويودون بعضهم البعض إلا أن أمثال الجناة والمجني عليه خيم الغباء علي عقولهم فطمها وعلي قلوبهم فأغلقها.
* المتهم صاحب سيارة فارهة وكما دلت التحريات صاحب ثروة والمجني عليه لم يذهب ضحية الفقر والحاجة وإنما ذهب ضحية تقاليد عفنة وأعراف بالية.. المتهم ركبة الصلب والغرور وأخذته العزة بالإثم كيف يغالبه أحد الناس وينبهه إلي فعل مهما كان بسيطاً ولا يستوجب الشعور بالمهانة والهزيمة والمجني عليه طغي عليه جهله وغباؤه ودفعه إلي التفوه بألفاظ فحواها التهور وعدم الكياسة والفهم.. إذ وقوف المتهم بسيارته لا يمنع الرزق ولا يحرمه حقه ونسي أنه وقف ببضاعته في الممنوع شاغلاً طريق المارة وأمام محال تجاري ويعترض صاحبه علي وقوفه في ذلك المكان ولا حرج علي آخر وقف ليبتاع لذلك المحل وقضاء مصلحة وقتية لا تؤثر علي حركة بيعه وشرائه.
* نموذج بشري تفرزه المجتمع تنشتر فيه الأمية الكتابية والثقافية والعقلية مما يجعل النمو الاجتماعي والاقتصادي في خطر لولة تسعي إلي النهوض دائماً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف