أمانى هولة
حكايات وطن.. أبطال خلف الأستار
مع أولى نسمات عام جديد تبدأ رحلة أخرى للعطاء.. هو حلم العمر الذى يكبر معى دون أن يصيبه ما أصابنى من كهولة.. فتجمع الأحباب والخلان ووجوه لم أرها من قبل لنغدوا فى لحظات كرفاق عمر طويل.. إنه الخير ومفعوله السحرى.. ففى بلادنا لكل شىء طقوس.. وفى طقوس الخير تلتقى وجوه للمرة الأولى فيذوب جليد الاغتراب ويؤلف الله بين قلوب جاءت لتقدم الحب فى مواسم الصقيع.. فتجنى فى لحظات أجمل الزهور..
المكان: سقيفة فوق جامع صغير أصبح روضة يزاحم فيها ملائكة الرحمن ملائكة أخرى صغار، تسمع ضحكاتهم فيرقص قلبك طرباً بعد طول عناء ووصمة ظالمة وميلاد وهمى من رحم شوارع لا تنجب، وإنما نحن من يفعل ثم نقذف بهم بلا رحمة فى غياهب جب الظلم والافتراء ونمنحهم شهادة ميلاد زائفة يتاجر بها النخاسون.. ويزايد عليها المنافقون.
الزمان: مع مولد شمس عام جديد تتهادى نسماته تعانق أذاناً شجياً يدعو بلا كلل للفلاح فيكتفى الكثيرون منا بالصلاة.
الجمع: قلوب مليئة بشغف يهب للحياة.. حياة.. وكأنهم:
- قلب واحد يفيض طيبة ممزوجة برجولة.. تستحيل الحياة بدونه فهو يمنح أجمل ما فى الحياة ببساطة (كده).
- طبيب يتزاحم على لقائه المدفوع الثمن الكثيرون لا يرد مريضاً ليترك كل ذلك ويتلمس أجمل أجر من يد الرحمن.
- رفيق الصبا الذى شق طريقه بنبل واجتهاد حتى تعب قلبه الكبير وكان أول من يلبى نداء الخير.
- رجل يقوم بأجمل عمل فى الحياة يزرع الأرض لتطرح الخير.. علمته أرضنا الطيبة الصبر والاجتهاد.. ومقاومة جيوش جراد الفساد.. جاء يزرع فى القلوب وردة حب يهديها للوجود.
- رجل صناعة.. أهدى من ذهبنا الأبيض ما يرتديه العالم وقد صُنع بفخر فى مصر.. يخصص فى مصنعه وقلبه مكاناً لكل محتاج يمنحه المهارة وكسرة خبز وعزة نفس.
- نسر من نسور الوطن وقد أصبح رجل أعمال يجلب من الشرق والغرب خلاصة فنون العالم.. وقد أعيته الحيل لتصنيع ما يليق باسم البهية وما زال يحاول.. تاجر كثيراً ونجح كثيراً مع البشر.. ويتاجر أكثر مع الله.
- يدير إمبراطورية مالية كبيرة.. ينجز ببساطة ما يترنح فيه وزراء حكوماتنا المتتالية.. ليكون كتيبة من جنود الله فى الأرض منحوه محبة وثقة يستخدمها فى أجمل شىء فى الوجود.. منح الأمل (مغموس) بلقمة هنية وكسوة جميلة تدفئ القلوب وتجبر الخواطر.
- لواء من ذلك الجهاز سيئ السمعة لعقود طويلة.. يجعلنى أراجع نفسى وأحكام مسبقة لا يصح فيها التعميم وقد سخر نفسه ومنحنا وقتاً وقوة ما أجملها عندما تكون خادمة للحق.
- طيار متمرد وفارس خبير.. فى صمته قوة.. وفى وجوده سند وضهر.. تعرف أنك قبل النداء ستجد رجلاً بجيش فى الميدان.
- رقيقة جميلة.. تحتار من أجمل، وجهها المشرق أم قلبها الكبير.. لتزيد ذلك بعقل راجح وعمل ناجح.. وكل ذلك الزخم لم ينقص من مساحة الخير شيئاً.
- يمازحنى عند الاتصال كثيراً بتمكنه من لهجة أولاد العم سام.. يترجم لنا ما يقول العالم فى ماسبيرو ويترجم أيضاً الكلمات إلى أفعال هى أقوى لغة عرفها الإنسان.
- اختزلت السنين فى أيام بروح جميلة تنافس جمال ملامح شرقية ساحرة يساندها رفيق درب لها أن تفخر به.
- صاحب قلم وصوت ومبدأ.. إعلامى ناجح يمنحنا فى زحام حياته ما يكفى لنطمئن أن قلم الحق مشهر دائماً على استعداد.
- امرأة فى ربيع العمر بعد سن المعاش تتحامل على قدمين أرهقهما طول الوقوف فى رحلة العمل الطويل جاءت تقدم بكل سخاء قطعة من قلبها على طبق من ذهب.
- مستشار مالى كبير وإنسان أكبر.. ومن خلفه من يتاجرون مع الله بسخاء.
- فارس جوال.. فيه من صفات الجواد.. يسافر كثيراً رافعاً اسم مصر ولكنه يعود بكل الخير كما فى نواصى الجياد.
- رفيقا درب اتحدا على الخير فكانت أجمل زيجة أنجبت مئات الأطفال من رحم المودة والعطاء منحت لضعاف السمع آذاناً تسمع وصوتاً ينطق.
إنهم بعض الأبطال خلف الأستار.. بدون أسماء.. لا تعنيهم الأضواء كثيراً.. كزهرة برية فى أحضان جبال الزمان تمنح الجمال للجمال.. تجدهم فى عيون طفل برىء لمعت أخيراًبالأمل.. فى ابتسامة فرح كان عزيزاً.. أردت للحق وللتاريخ أن أعترف بفضلهم وأعلن عن وجودهم.. فهم بعض طرح أرضنا الطيبة.. فى المعادلة الإلهية لصد جيوش خفافيش الجشع والطمع الأسود الذين توغلوا فينا.
أخوتى فى العطاء.. أنتم من يجعلون الحياة مكاناً محتملاً.. وتصنعون فى عيون صغيرة مقهورة للغد.. أملاً.. أحبكم فى الله.