الزبون المصري يحتاج شيئين.. حسن الاستقبال وخدمة ما بعد البيع.. وقررنا أن نوفرهما له.. نستقبله بابتسامة وقطعة حلوي ونضمن له جودة بضائعنا.. وخلال 4 سنوات صار لنا 11 فرعا ونخطط لفتح المزيد.. هذا مختصر تجربة الشاب السوري "جهاد" الذي يعمل مديرا لمبيعات احدي الشركات السورية العاملة في مصر.. التقيت به في مدينة السادس من اكتوبر التي صارت كأنها عاصمة للأشقاء السوريين.. حضورهم فيها بالغ الوضوح ولهم استثمارات تجارية قد تتجاوز مليارات الجنيهات.. يقول "جهاد" ان شركته يعمل بها 840 موظفا منهم 230 سوريا فقط والباقي شباب مصريون.. اتيحت لهم فرص العمل في اطار منظومة مناسبة فنجحوا وأبدعوا.. يعيب جهاد السوري علي بعض المستثمرين المصريين التقتير علي العاملين لديهم.. يتساءل لماذا لا يعطوهم مما أعطاهم الله..؟ ويقول : شركتي تعطي للموظف راتبا مجزيا يبلغ 3 آلاف جنيه اضافة لنسبة في المبيعات تحقق له دخلا شهريا يتعدي قيمة المرتب مما يولد لديه الحافز للنشاط والنجاح.
يشكك جهاد في الأرقام التي تتحدث عن البطالة في مصر.. يقول لديكم أزمة في الثقافة لا فرص العمل.. وانه كان يعمل مسئولا عن المبيعات في سوريا قبل هجرته مع أسرته الصغيرة الي مصر بحثا عن الأمان.. وانه قبل العمل في البداية شهورا في بيع الفاكهة علي الطريق قبل أن تتاح له من جديد فرصة العمل في المبيعات في تلك الشركة.. ويكشف ان واقع السوق المصري كان مفاجأة لاصحاب الشركة وانهم تساءلوا كيف كنا غائبين عن هذا السوق وما يتمتع به من قوة شرائية كبيرة تربو علي التسعين مليون نسمة؟! وانهم بعد ارتفاع سعر الدولار قرروا انشاء مصنع لانتاج الموبيليا بدلا من استيرادها من تركيا وغيرها.. وانه من المخطط أن ينتج المصنع ألف طاقم انتريه شهريا لتغطية احتياجات السوق المحلي والتصدير.. يؤكد أنه وآخرين من مواطنيه رفضوا عرضا من المفوضية الدولية لشئون اللاجين للهجرة الي الولايات المتحدة الأمريكية.. يقول أشعر بصدق انني مازلت في وطني وبين أهلي أتحدث لغتي وأسمع الأذان.. ورفض المنحة الأمريكية ايضا صاحب ذلك المطعم المجاور حيث الزحام علي وجبات الدجاج والأسماك.. الحشود لا يجذبها جودة الطعم فقط وانما رخص السعر رغم الكمية الوفيرة "المشبعة" من الطعام.
** قال الرئيس السيسي ان مصر استقبلت 5 ملايين لاجئ لكن ليس لدينا معسكرات لاجئين.. فالسوريون في مصر جاءوا الينا بخبراتهم و"شطارتهم" واستثماراتهم واندمجوا في المجتمع.. منحتهم مصر الأمان فصنعوا اضافة ايجابية للسوق المصري.. وعلي الفيس بوك فتحوا صفحة بعنوان "نحن السوريين نقول شكرا لمصر".