الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان .. دعوة لإنقاذ تراثنا الثقافي
هل يُعقل ؟!
أن نهمل آخر مقتنيات فنان الشعب العظيم »سيد درويش»‬ ونرميها في ركن بائس يغطيها الغبار وتحيطها الرطوبة بإحدي هيئات وزارة الثقافة ، تلاصقها مقتنيات نادرة للموسيقار داود حسني، يجاورهم الـ »‬الماكيت» الأصلي لدار الأوبرا الملكية القديمة التي دُمرت بحريق القاهرة في يناير 1952 وقد تكسرت أجزاء منه ، والأكثر أن بيانو السيدة أم كلثوم الذي كانت تعزف عليه في بيتها ، وهو أيضا قطعة نادرة يلاقي نفس المصير بمبني الإذاعة القديم بشارع الشريفين، وفوق كل هذا هناك كنز أو »‬خبيئة »‬ فنية عبارة عن مئات من الاسطوانات الموسيقية القديمة تم اكتشافها »‬مصادفة» بدار الوثائق القومية.. مع العلم أن هذا الإهمال قد يفتح الابواب لفقدها جميعا إما بالتهريب او الفناء!!
وكأن لا يكفينا القائمة الطويلة من فنانينا العظماء ممن فرّطنا في بيوتهم أو مقتنياتهم ، وكلها أماكن كان يمكن أن تتحول الي متاحف علي غرار ما نجده في أوروبا ، وعلي رأسها بالطبع فيلا كوكب الشرق.. فعندما زرت بيت العبقري »‬موتسارت» بمدينة سالزبورج النمساوية وجدته تحفة وقبلة يحج إليها عشاق موسيقاه حتي اليوم!!
كلي أمل في استجابة الكاتب الصحفي الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة لإنقاذ ما تبقي من هذه الكنوز إما بإنشاء مُجمع للتراث الموسيقي يشملها كلها، أو بضمها لمتحف دار الأوبرا الحالية ، مع تسليم ماكيت الأوبرا القديمة للدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي التي تواصل باقتدار مسيرة من سبقوها من أمثال المايسترو مصطفي ناجي ، والدكتور ناصر الأنصاري ، والدكتور سمير فرج الرجل الذي يستطيع تحويل أي مكان إلي منارة حقيقية .. ولنا فيما تحقق علي يدي د.إيناس في الأوبرا وفي معهد الموسيقي العربية »‬متحف محمد عبد الوهاب» دُرتنا الفنية بوسط القاهرة خير مثال علي إدارتها الناجحة ، وكذلك بيت الغناء العربي بشارع المعز التابع لصندوق التنمية الثقافية.
ومن حُسن الحظ أن لدينا اليوم فرصا عظيمة لإنقاذ بيوت ومقتنيات عظماء مُعاصرين من أمثال الموسيقار رياض السنباطي ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ وكارم محمود وفاتن حمامة ومؤسسي فرقة رضا .. علي ومحمود والقديرة فريدة فهمي وآخرين بكل فروع ثقافتنا .. إنها ياسادة »‬قوتنا الناعمة »!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف