الجمهورية
حسن الرشيدى
البرادعي.. والحمار!
التسريبات التي كشفت حقيقة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق الهارب إلي الخارج.. وفضحته.. وكشفت أيضاً حقيقة بعض الشخصيات التي كانت تتآمر علي الوطن وتتلقي تعليمات من مخابرات أجنبية ومنظمات تعمل ضد مصر.. هل هي تسجيلات تمثل عدوانا علي الحرية الشخصية..؟
كمبدأ عام.. فإن الحرية الشخصية مصونة.. ولايجوز المساس بحرية المواطن ..أو التنصت والتجسس عليه بآية وسيلة وفقا للدستور والقانون.. ولا يجوز أيضاً انتهاك حرمة الحياة الخاصة للناس.. وعندما تقوم جهة أو سلطة أمنية أو رقابية بالمراقبة التليفونية وتسجيل مكالمات أحد الافراد فإن هذا الاجراء لا يجوز عمله إلا بإذن قضائي ووفقا للاجراءات القانونية حتي لا تكون المراقبة سيفاً مسلطاً علي رقاب الناس وتمثل تهديداً وذعراً لهم يدفعهم للصمت والاحساس بالخوف.. ولكن هناك فرقاً بين المواطن العادي والشخصية العامة التي تشارك في صنع قرارات مصيرية أو قرارات تتعلق بالامن القومي.. أو شخصية تدور حولها شبهات بنقل معلومات لدول أجنبية وتتعلق بأمن الوطن..
من صميم عمل الأجهزة الأمنية والرقابية هو الحفاظ علي أمن الوطن وسلامته.. وإذا استشعرت ان هناك شخصا يمثل خطراً علي الوطن ويفشي أسرارا تتعلق بأمنه القومي.. فإن من واجبها ان تتبعه وتتعقبه.. وإلا لما كانت هناك ضرورة لوجود أجهزة الاستخبارات.. ومن الممكن ان يكون الإذن بالتسجيل من السلطة القضائية المختصة لمرة واحدة ممتدة طالما الشخص المطلوب رقابته قد تبين أنه يتآمر علي الوطن أو يهدد أمنه القومي..
وفي حالة مثل البرادعي.. كان من الطبيعي مراقبة اتصالاته لأنه منذ بداية ظهوره علي الساحة السياسية.. والشبهات حوله.. وبعض اتباعه الذين يمثلون خطراً علي المجتمع بانتمائهم للطابور الخامس.. ونظروا جيداً لصنيعته من أشخاص امتطوا بعض مواقع سلطوية.. أو قريبة من مطبخ صنع القرار.. واستشعر كل من يتابع أعمالهم أو كتاباتهم.. أنهم بالفعل يبيعون الوطن ولا يختلفون عن البرادعي كبيرهم..! بصراحة.. كان من الطبيعي ان يذيع الاعلامي احمد موسي التسريبات التي كشفت البرادعي.. لأنها سبق إعلامي كان من الضروري ان يتشبث به خاصة انه كشف حقيقة بعض المتآمرين علي الوطن.. بغض النظر عمن قام بالتسجيل أو التسريب.. سواء كان جهازاً مصرياً أو أجنبياً..أو بعض من ارتدوا ثياب الثائرين في هوجة أو موضة ثم انقلبوا علي البرادعي بعد هروبه..
بصراحة أكثر.. فإن الإعلامي الذي تصل إليه تلك التسريبا ت ولا يبثها أو يذيعها.. يكون للاسف "حمار" مع اعتذاري واحترامي للمعارضين لهذا الرأي..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف