الجمهورية
صفوت عمران
2017 عام نهاية الإرهاب!!
تحولت جماعات العنف والتطرف والإرهاب المنتمية الي ما يسمي بالإسلام الرديكالي الي كابوس يطارد العالم في مختلف أنحاء المعمورة خاصة في العقدين الأخيرين حيث تسببت في قتل نحو 5 ملايين شخص علاوة علي تشريد أكثر من 30 مليوناً آخرين. وتورطت فيما يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف الي تفتيت دول المنطقة الي عدة دويلات طائفية وعرقية ومذهبية متصارعة ومتناحرة والذي خططت له أمريكا وحلفاؤها منذ سنوات وانفقت عليه مليارات الدولارات بمساعدة ومعاونة أجهزة استخبارات دولية. وحاولت في المرحلة الأخيرة من ذلك المخطط اشعال "ثورات الربيع العربي" مستغلة الغضب الشعبي من فساد الأنظمة العربية الحاكمة لتحقيق أهداف الامبريالية الجديدة. والمفاجأة ان شعوب المنطقة كشفت تلك اللعبة الخادعة وقررت مساندة دولها كما حدث في مصر أثناء ثورة 30 يونيو. وتكرر المشهد في سوريا وليبيا واليمن. وهي نفس الفترة التي شهدت صعود اليمين في عدد من العواصم الغربية وصولاً الي واشنطن بفوز دونالد ترامب مما أدي الي تصاعد الغضب العالمي من جماعات العنف لدرجة يتوقع فيها الكثيرون أن يكون 2017 عاماً لدحر الإرهاب حول العالم وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي الجديد بأن ادارته سوف تعلن خلال أياماً كل من داعش والاخوان والقاعدة كمنظمات إرهابية. وهو بلا شك تحول كبير سوف تنتهجه عواصم أخري مما يعني وأد تلك الجماعات. ومحاسبة كل المتورطين في دعمها. وكانت البداية بفضح تورط "ادارة أوباما" في انشاء داعش ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وبات السؤال الأكثر إلحاحا ماذا عن مستقبل الجماعات والحركات التي تدعي زوراً وبهتانا أنها تمثل تيار الإسلام السياسي وهي في الواقع ليست إلا "جماعات سلطوية" تهدف إلي الوصول الي السطة والاستحواذ علي ثروات المنطقة عبر بوابة الدين الخادعة للكثير من البسطاء. تحقيقاً للمبدأ المكيافيلي الشهير "الدين أفيون الشعوب" إلا أنه مع زيادة الوعي الشعبي. والانحياز للدولة الوطنية واكتشاف الدور القذر الذي كانت تلعبه تلك الجماعات لصالح سيناريوهات الفوضي الهدامة وخدمة الحلف الصهيوأمريكي في المنطقة بات مستقبلها ضعيفاً وضعيفاً جداً.
وفي ظل الاتفاق الروسي التركي الإيراني بشأن طريقة معالجة الملف السوري. وأيضاً موقف الادارة الأمريكية الجديدة باعتبار داعش منظمة إرهابية نؤكد ان تلك الأكذوبة اقتربت من الانتهاء وسط توقعات انه مع نهاية العام الجاري لن يكون لها أي وجود في سوريا أو العراق. ويصبح من بايعها من جماعات العنف حول العالم كمن اشتري التروماي. إلا أن عدداً كبيراً من أنصارها سوف يعودون الي بلادهم. وهؤلاء يمثلون خطراً حقيقياً علي مجتمعاتهم وقنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة لذا لابد من وضع خطة لكيفية التعامل مع بقايا داعش سواء عبر إعادة تأهيلهم عبر مراجعات فكرية أو محاسبتهم قضائياً.
أخيراً.. تبقي السلطة في أي دولة مطالبة بالقضاء علي الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة من سكن آدمي وعلاج مجاني وتعليم جيد وفرص عمل مناسبة وحد أدني من الوعي الثقافي والاجتماعي باعتبارها أمراً حتمياً لمنع ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية فالقضاء علي الفساد والفقر والرشوة والمحسوبية والوساطة أقوي الأسلحة لمواجهة الإرهاب.. حتي يكون 2017 عام نهاية الإرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف