الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
عزيزي وزير الأوقاف.. ما رأيك؟؟
في هذا البرد القارس.. درجة الحرارة "الرسمية" خمس درجات.. لم تحدث في تاريخ مصر.. لماذا لم تقم المساجد والكنائس المنتشرة في كل قري ونجوع وأحياء المدن الكبيرة بشراء بطاطين وملابس ثقيلة وتقوم بتوزيعها علي فقراء الحي؟؟.. أريد أن أعرف كيف يتم الاستفادة من صناديق النذور وصناديق الزكاة الموجودة في دور العبادة؟
لنا تجربة قديمة في العباسية منذ سنوات طويلة حيث مسجد القبة الفداوية الشهير وسط حديقة واسعة جداً.
قمنا بتشكيل لجنة للإشراف علي المسجد.. كانت وزارة الأوقاف هي التي تؤلف هذه اللجان.. وأعتقد أن هذا يحدث حتي الآن.. ولكننا قررنا تأليف لجنة من بعض من يريد "الخدمة العامة" من محيطنا نحن أهل العباسية.. وكان بها كبار القوم.. وكانت صناديق الزكاة عامرة بطريقة غير عادية.. وكان شعار اللجنة "إعطاء المستحق" فقط بعد التأكد من حالته المالية.. حكاية السيدات المرتديات ملابس سوداء ويقفن في طابور طويل أمام باب المسجد كل يوم جمعة بعد الصلاة.. حكاية قديمة معظم إن لم يكن كل هؤلاء لا يستحقن الزكاة.. التسول الأسبوعي مهنتهن!!
أوقفنا كل هذا.. من يريد شيئاً من صندوق الزكاة يتقدم ونبحث حالته.. في نفس الوقت اخواننا المترددون علي المسجد يعرفون حاجة بيت ما لأي شيء فليخطر أحد أعضاء اللجنة وسيقوم المسجد بالواجب.
***
كانت تجربة في منتهي النجاح!!
جاءنا من يبكي بحرقة.. ثم يغمي عليه.. ويفيق ليعاود البكاء والإغماء!!.. إيه الحكاية يا عمنا؟؟.. ابني مات في مركز الأورام في القصر العيني ويرفضون تسليم الجثة إلا بعد أن أدفع مائة جنيه "كان مبلغاً كبيراً زمان"!! تعالي يا عم عطية مقيم الشعائر في المسجد خذ 250 جنيهاً لإخراج الجثة ثم الباقي للرجل لمساعدته في إجراءات الدفن وغيرها.. بعد دقائق عاد عم عطية.. الراجل ده نصاب يريد أن نقتسم المبلغ!! ولا ولد مات ولا شيء.. هذا نموذج أذكره!!
هناك مثال آخر.. أمين شرطة مكتئب حزين علي طول استدرجه في الكلام أحد الجيران المترددين معنا علي المسجد.. اتضح أن أمين الشرطة له ولدان صغيران في المدرسة مطلوب رسوم آخر العام لكي يدخلا الامتحان والأمين يحاول مع أهله للاستدانة أو السلفة أو جمعية أو أي شيء.. أذكر جيداً ضابطاً من أهل المسجد والمقيم مدداً طويلة يقرأ القرآن خاصة أيام الجمعة.. أخذ الضابط اسم الولدين والمدرسة والمطلوب وذهب في صباح اليوم التالي ليقابل الناظر الذي وجده الضابط أنه نعم الناظر مشفق للغاية علي الطفلين قائلاً أنهما أذكياء وشطار جداً ولكن في منتهي الفقر واضح هذا في احذيتهما وملابسهما.. دفع الضابط المطلوب وأخذ عنوان أمين الشرطة ودخل سوبرماركت كبيراً وملأ صندوقين كبيرين بكل ما في السوبرماركت من علب ملح إلي لحوم ودجاج وكل أنواع الجبن والحلاوة وكل شيء.. وترك كل ما في جيبه للسيدة أم الطفلين!!
***
مثالان لما يجب أن تكون عليه المساجد والكنائس.. وإن كنت قد علمت من أكثر من صديق بأن هذا ما تتبعه الكنائس بالفعل ومن زمان.
***
عزيزي وزير الأوقاف:
- لماذا لا تصدر أوامرك للمسئول عندك عن المساجد أن يقوموا بشراء ملايين ولا أقول آلافاً.. ملايين البطاطين مثلاً في هذا الجو غير العادي لتوزيعها علي فقراء القرية أو النجع أو الحارة؟؟.. قولوا لي:
- لماذا هذا لا يحدث يا معالي الوزير؟؟ ونحن في الانتظار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف