سكينة فؤاد
المصريون بين الأمل والألم...!!
بداية أتناول حدثا أسعدني رغم الألم الذي يُحسه كل من يُدرك المخاطر والأزمات التي توضع في طريق بلدنا.. حدث أرجو أن يحقق ثورة حقيقية في إنتاج القمح ذلك الحلم القومي للمصريين والذي حمل قلمي الدعوة لتحقيقه في مئات المقالات علي صفحات الأهرام مؤكدة إمكانية اقترابنا من حدود الاكتفاء في القمح وفي سائر محاصيلنا الاستراتيجية، وراجية احترام واستثمار ما لدي مراكز أبحاثنا وعلي رأسها مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة وفي كليات الزراعة بجامعاتنا.. ووثقت ما تعرض له علماء وباحثون وأبحاث ودراسات ومشروعات مهمة طبقت علي الأرض بالفعل وحققت نتائج باهرة ـ ودُمرت كلها ـ العلماء والباحثون والأبحاث والمشروعات وبذور الإكثار التي أنتجت وكثير من هذه الدراسات والأبحاث طبق لدي العدو الصهيوني!!
>الحدث المهم الذي توقفت أمامه هو ما أُعلن الأربعاء 11/1/2017 عن أنه لأول مرة مصر تزرع القمح مرتين في العام الواحد وأنه لأول مرة أيضا يفتتح موسم حصاد القمح في يناير بحضور خمسة وزراء بدلا من المواعيد التقليدية للحصاد في مايو ـ المدهش أن التقنية الحديثة لزراعة القمح لا تتبع وزارة الزراعة ولكن لمركز البحوث التابع لوزارة الري في خطوة جادة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ـ كما أن التقنية الجديدة توفر 45% من استهلاك زراعة القمح من مياه الري وأكد د. محمد عبد المطلب رئيس مركز البحوث المائية أن العام الحالي شهد نجاح تطبيق البحث العلمي لتطوير زراعة القمح بالتبريد في 5 مناطق استرشادية في محافظات مختلفة بعد خمس سنوات من التجارب المكثفة وأن الأبحاث الحقلية أثبتت إمكانية تعميم هذه التجارب علي جميع الأراضي القديمة والجديدة علي مستوي الجمهورية.
> أرجو أن يتأكد ويكتمل وينشر في جميع أراضينا الزراعية هذا الحدث الذي يحدث لأول مرة ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله ـ وأرجو أن يكون بداية لإحياء جاد لجميع ما لدي جامعاتنا ومراكز أبحاثنا من دراسات وأبحاث علمية أثق أنها تستطيع أن تحدث معجزات وطفرات في زراعة ما تبقي من أراضينا بعد أن نهبها وسرقها غيلان الأراضي الزراعية الذين دمروها بالبناء فوقها!!
ولا أعرف من الذي يقود في مجلس النواب التصالح مع مرتكبي هذه الجرائم ـ وهل ستصدر قوانين تلزمهم بدفع المليارات التي يتكلفها استصلاح الأراضي الصحراوية عوضا عما تم تدميره والبناء فوقه ـ أم أن هناك ـ لا سمح الله ـ مصالح ـ خاصة تمنع استرداد حق الشعب في التعويض عن ضياع أخصب أراضيه المهددة بالضياع بالكامل إذا استمرت جرائم البناء فوق الأراضي الزراعية؟!!!
> ومن الواضح أن آفاق وطاقات الأمل التي تنتظر هذا البلد والتي كتبت من قبل عنها وأن نهايات 2017 ستحمل بدايات الكثير منها تسبب إزعاجا وخوفا لدعاة إسقاط الدولة!! وإلا فما تفسير أنه بينما تخوض مصر بشعبها وجيشها وشرطتها حربا قاسية وطويلة ضد إرهاب أسود يعمل بالوكالة لمخططات استعمارية دولية وصهيونية وعملاء إقليميين ترفع الآن شعارات تدعي أن «يناير تجمعهم»!! ولا أعرف علاقة بعض ما أسمعه من أسماء جماعات وأفراد بثورة شعب خرج في 25 يناير ينادي علي الحرية والعيش الآمن والعدالة والكرامة الإنسانية إلا اذا كانت علاقات الخيانة والغدر لجماعات أرادت أن تستغل غضب وخروج ملايين من الشعب لتحقيق أطماعها ورغبتها في سرقة الثورة واستغلال الاضطرابات التي ترتبط بكل ثورة لتحقيق مآرب ومخططات سياسية!!
> لا يجرؤ ضميريا ووطنيا وإنسانيا علي دعوات لتجديد ما فشلوا فيه في 11/11 وجميع ما سبقه من محاولات إثارة الفوضي وإهدار الدم والترويع وقتل المدنيين والعسكريين وأيضا الإيقاف أن تستقر الدولة وتصحح ما تمتلئ به مؤسساتها من فساد وإفساد وتستأصل ما زُرع من خلايا نائمة وعاملة دُست في جميع مفاصلها وأن تواصل التقدم للأمام في برامج ومشروعات النمو والتنمية وإقامة العدالة الاجتماعية والتخفيف عن الجموع الأكثر ألما واحتياجا.. من يجرؤ ضميريا ووطنيا وإنسانيا علي تفجير قلب الوطن وإثارة الفوضي تحت شعارات خادعة وكاذبة إلا من يخدمون عن وعي أو لا وعي المخطط الاستعماري الدولي والإقليمي الذي لا يريد أصحابه أن ينسوا للمصريين ولجيشهم ولقائده ما فعلوه في 30/6 وكيف أنقذوا بلادهم ومنعوا استكمال المخطط الذي دمر أغلب دول المنطقة والذي كنا نعرفه جيدا وشاهدنا خرائط التقسيم المرسومة والمقررة لجميع دول المنطقة وقبل أن تتوالي اعترافات مسئولي الإدارة الأمريكية الراحلة بما ارتكبوه بحق شعوب ودول المنطقة!!
> من يزود الجماعات الإرهابية التي زرعت في سيناء وحول حدود مصر بأحدث أسلحة الحرب وبالأموال والإمكانات التي تمكنهم من مواصلة مواجهة قوات جيشنا الذي صنف كواحد من أقوي جيوش العالم؟!!
من وراء ما كشف عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه إلي عمرو أديب من اضطرار مصر أن تضع في سيناء وحدها 41 كتيبة أي نحو 25 ألف جندي وضابط، بالإضافة إلي قوات الشرطة وأجهزة الأمن والاستخبارات؟!!
وماذا عما يوضع من قوات لتأمين جميع حدودنا؟!!
كيف تستطيع هذه المواجهات الغادرة والجرائم الإرهابية أن تمتد لسنوات ومنذ أعلن الرئيس عن الارهاب المحتمل في 26/7/2013 وإن لم تكن هذه حربا كونية بأحط وجوهها وأساليبها التي تواجهها مصر شعبا وجيشا وشرطة ويتوالي سقوط أغلي أبنائها شهداء ومصابين. فماذا تكون؟!! وماذا تُسمي أي محاولات أو جماعات وسط فروض الدعم لقوة وصلابة الجبهة الداخلية ليثير اضطرابات وانقسامات وصراعات؟!! لا مجال لإعادة التأكيد أن الاصطفاف الوطني لا يعني مصادرة حق الاختلاف ونقد وتقويم ما يستحق التبصير به وتصحيحه أملا في الوصول إلي بناء ديمقراطي يدعم قوة الدولة ويحترم الرأي والرأي الآخر.
> ورغم انني أتفق مع ما ذهب إليه الرئيس من أن الأوضاع والأزمات الاقتصادية جزء من المعارك التي تُدار ضد مصر ـ لكن العوائد المؤلمة لبعض القرارات الاقتصادية كان يجب تحقيقها بسياسات وإجراءات حازمة لضبط الأسواق والأسعار وتخفيف آثارها علي الملايين الأكثر تحملا لآثارها وإنجاز ما تأخرنا في تشغيله من مصانع ومضاعفة الإنتاج خاصة الزراعي وزيادة التصدير. ولا أعرف إذا كانت التحديات التي تواجهها بلادهم قد حركت المسئولية والضمير والواجب الوطني لمن تربحوا وكونوا ملياراتهم من استثمار خيرات هذا الوطن ليشاركوا في كل ما يخفف آثار هذه الأزمات ويدعم الصمود البطولي للملايين الذين أثق أنهم سيظلون ظهير مصر الخاص والمستحق رغم كل المصاعب والتحديات التي تواجهها بلدهم لمزيد من الاجراءات والسياسات التي تجعل الحياة حولهم أكثر يُسرا وانسانية وعدالة وكرامة وتحقق ما خرجوا من أجله ونادوا عليه في ميادين بلادهم.