1- مع الترحيب بالمبادرة الفرنسية الجديدة والدعوة إلي عقد مؤتمر بشأن القضية الفلسطينية في باريس تنطلق أعماله اليوم بمشاركة 70 وزيرا للخارجية من مختلف دول العالم رغم مقاطعة إسرائيل للمؤتمر فإن هناك سؤالا ينبغي أن يمثل نقطة البداية الصحيحة للمؤتمر بشأن إمكان استئناف مفاوضات السلام من جديد.. وجوهر هذا السؤال هو: علي ماذا سيتم التفاوض وكيف يمكن دفع إسرائيل للقبول بنتائج المؤتمر وهي ترفضه شكلا وموضوعا؟
وهذا السؤال ليس حقا مشروعا للفلسطينيين فحسب وإنما هو أيضا مسئولية وواجب المجموعة الدولية المشاركة في المؤتمر!
إن الفلسطينيين بإمكانهم استثمار المؤتمرلتجديد تأكيد التزامهم بمواصلة الرهان علي عملية السلام من خلال مطالبة جميع الأطراف الدولية المشاركة في المؤتمر بأن تقدم إجابة واضحة وصريحة لسؤالهم المشروع: علي ماذا نتفاوض.. ثم إن من حق الفلسطينيين وهم يواصلون تأكيد استمرار التزامهم برهان السلام أن يعبروا بكل الوسائل عن مقاومتهم ورفضهم للإجراءات التي تتخذها إسرائيل لاستلاب أرضهم بشكل منهجي.
ولعل من أبرز أخطاء الحكومة الإسرائيلية الحالية في مقاطعتها للمؤتمر أنها أكدت افتقارها إلي الخبرة التاريخية التي تمكنها من قراءة الاحتمالات المستقبلية بمنظار صحيح يبتعد عن نهج الغرور الذي يؤدي إلي نوع من العمي الفكري والسياسي الذي يهييء لهم أن الأوضاع العربية والفلسطينية الراهنة تمنح إسرائيل الحق والقدرة علي فرض شروطها.. ثم إن نيتانياهو يقع في خطأ كبير إذا تصور أن الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة يمكن أن تدوم إلي الأبد كما أنه يقع في خطأ أشد إذا توهم أن الشعب الفلسطيني لا يملك أدوات للضغط المحسوس والمؤكد والمعلن سوي بضع طعنات بالسكاكين أو حوادث للدهم تصورها إسرائيل للمجتمع الدولي كنموذج لما تسميه الإرهاب الفلسطيني.
وغدا حديث آخر
خير الكلام:
<< بالنار يثمن الذهب.. وبالذهب يثمن الرجال!