المساء
محمد عطية
اطلبوا العلم.. ولو في الصين!
¢إطلبوا العلم ولو في الصين¢ مقولة سمعناها كثيرا ورددناها أكثر لكن للأسف لم يسع أحد إلي الاستفادة منها وتنفيذها ولهث الجميع إلي دول أخري طلبا للعلم.. فنشأنا علي وجود فروع جامعات دول كثيرة في مصر منها الجامعة الأمريكية والألمانية والفرنسية.. ولم ينتبه أحد إلي العلم والثقافة الصينية التي توغلت في العالم لدرجة شبه السيطرة خاصة الاقتصادية.
ووسط هذا الاندفاع نحو علم وثقافات دول عظمي فوجئنا بمن يترجم ما جاء في المقولة علي أرض الواقع ويكافح ويسعي سنوات طويلة وصلت إلي 12 عاما تقريبا حتي نجح في تحويل الحلم إلي حقيقة.. فقد نجحت الدكتورة كريمة عبدالكريم رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدولية التعليمية بعد كفاح طويل في تحويل الحلم إلي حقيقة بإنشاء الجامعة الصينية علي أحدث طرازات الجامعات في العالم.
في بداية الأمر تخيلت أنها مجرد جامعة خاصة كالعديد من الجامعات التقليدية في مصر والتي تسعي إلي تحقيق ربح سريع علي حساب العلم والمعرفة.. ولكني فوجئت بأنها جامعة نشأت راسخة أساسها بروتوكولات مع أكبر الجامعات الصينية التي تحتل إحداها - جامعة جواي تونج - المركز العاشر علي مستوي العالم في تخصصها.
لم أكتف بما توفر من معلومات الجامعة الصينية وسعيت لزيارتها فشاهدت ما لم أشاهده في كبريات الجامعات بالعديد من الدول المتقدمة التي أتاحت لي الصدفة زيارتها خلال سفرياتي وجولاتي في مختلف دول العالم.. فقد شاهدت داخل أقسام كلية الهندسة بالجامعة الصينية التي تم افتتاحها العام الدراسي الجاري أكبر وأحدث مكتبة بحثية تجمع بين أمهات المراجع العلمية وبين تكنولوجيا البحث الإلكترونية المربوطة بأعتي المراكز البحثية في العالم.. شاهدت ورش وماكينات ومعدات تعليمية حديثة وإنتاجية في نفس الوقت لتخريج أجيال جاهزة للعمل والإنتاج وليس مجرد حملة شهادات الهندسة الذين يحتاجون إلي سنوات كثيرة من الخبرة قبل إندماجهم في عجلة الإنتاج.. شاهدت قسما جديدا لم أجده في جميع كليات الهندسة داخل مصر سواء الحكومية أو الدولية أو الخاصة وهو قسم ¢الطاقة والطاقة المتجددة¢ وهو المجال الذي يعد مستقبل الدول في التطور النمو.. علمت باتفاقيات مع أكبر الجامعات الصينية لتسفير طلاب هذه الجامعة التي أعتبرها صرحا علميا إلي الصين لتدريب الطلاب عمليا.
أتمني من الحكومة المصرية دعم هذا الصرح العلمي والعملي العملاق الذي أتوقع أن يكون عنصرا رئيسا في دعم التعليم الجامعي بمصر وتبوأه المكان والتصنيف اللائق لجامعات مصر علي مستوي العالم بما يتناسب مع حجم مصر تاريخها.
وعمار يا مصر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف