أشفق كثيرا علي معظم شباب الجيل الحالي، الذين يمثلون 60% من اهل مصر ، النظرة المتشائمة ، والعجلة والتسرع تطغي عليهم، ناهيك عن تكالبهم علي المادة، وكأنها الهدف الأول والاخير من الحياة. وقد تابعت لقاء الاعلامي عمرو أديب مع عدد من الشباب في برنامجه » كل يوم ». حرص أديب فيما يبدو علي استكشاف ما يدور في أذهان الشباب، والتعرف عن قرب علي أفكارهم ورؤاهم . كانت اسئلته مباشرة : ايه رأيك في الحكومة ؟ ماذا تفعل لو كنت مكان رئيس الوزراء ؟. لم أسمع »للأسف» علي مدي ساعة كاملة، شيئا يستحق التوقف أمامه، سوي ان معظم الشباب تائه، لا يمتلك اي رؤية ولا يري شيئا يبعث علي التفاؤل !! حزنت بشدة، عندما عقدت مقارنة بين شباب الجيل الحالي، وجيلنا. أتذكر جلساتنا الحالمة، في المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، والتي كانت تضم طلابا من مختلف الكليات. كان كل منا يحمل في داخله حلما شخصيا، ومثلا أعلي يحرص علي ان يحذو حذوه. نجح الكثير منا في تحقيق حلمه ، الذي انعكس بلا شك علي الوطن ،عطاء وحبا واخلاصا. لم يذكر أي منا، يوما في تلك الجلسات، انه يحلم أن يكون مليونيرا أو أن يعيش في فيلا ويمتلك سيارة فارهة، مثلما اسمع حاليا من معظم الشباب . هناك بلا شك خلل كبير . فقد تخلت مؤسسات التربية والتعليم ودور العبادة والاعلام، عن الدور المنوط بها، في اعداد النشء والشباب. لنجد حولنا جيلا تائها، لا يهمه العمل والانتاج ودعم مسيرة الوطن، بقدر لهثه وراء المال. الأمر خطير، ويستوجب تحركا جادا وسريعا، لانقاذ الشباب، قبل ان يغرق ويغرقنا معه.