بدأت أمس بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم وهي البطولة التي غاب عنها منتخبنا ثلاث دورات كاملة وأظن أن 90 مليون مواطن يبتهلون إلي الله أن يعود بالكأس لأن علم مصر هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا صفاً واحداً وكرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفرح من القلب ونحن في أشد الاحتياج إلي أن نتحد وأن نفرح.
منتخب مصر ملوك أفريقيا في كرة القدم ونملك الرقم القياسي في عدد البطولات التي حصدناها ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الفوز مضمون لأن كل الظروف ضدنا ونحن خارج التوقعات لكن دعوات 90 مليون مصري ورغبة اللاعبين في دخول التاريخ ربما تقودنا إلي الكأس والعودة بلقب البطولة.
معظم المنتخبات الأفريقية المشاركة في البطولة تملك لاعبين محترفين في أبرز الأندية الأوروبية ويشاركون بصفة أساسية في كل المباريات بينما يملك منتخبنا عدداً محدداً من المحترفين لا يزيد علي 7 لاعبين ومعظمهم يلعبون في أندية محدودة الشهرة والإمكانيات وأغلبهم لا يشارك بصفة أساسية.
نجمنا الأوحد هو محمد صلاح لاعب فريق روما الإيطالي ويأتي بعده محمد النني لاعب الأرسنال الإنجليزي الذي لا يشارك أساسياً في معظم المباريات وربما يتم إعارته إلي ناد آخر في فترة الانتقالات الشتوية أما بقية لاعبينا المحترفين فهم في أندية كل طموحها أن تفوز بالبطولة المحلية أو أن تظل في الدوري الممتاز.
لاعبونا المحليون لا يملكون خبرات كبيرة ومستواهم متذبذب فهم أحياناً نجوم فوق العادة وأحياناً أخري لا يصلحون أساساً لتمثيل فرق في حجم الأهلي والزمالك.
غير أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الفشل مضمون لأن المنتخبات المصرية عودتنا علي مدار التاريخ أنها تؤدي عكس كل التوقعات ففي عدة بطولات كان منتخبنا المرشح الأول للفوز ونخرج من دور المجموعات وفي بطولات أخري يكون منتخبنا خارج الترشيحات ولكنه يقلب كل الموازين ويفوز بالكأس مثلما حدث عام 2010.
ورغم كل المقالب السخيفة والمفاجآت المبهرة من المنتخب الوطني فإن قلوب كل المصريين معه وندعو له بالفوز والعودة بالكأس لأن علم مصر هو الشيء الوحيد الذي يجمعنا وكرة القدم الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفرح ونحن في أشد الاحتياج إلي أن نتحد وأن نفرح.