الجمهورية
د . أيات الحداد
هنكمل مشوارنا .. المتهم برئ حتي تثبت إدانته
طالبنا بالحرية وبالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية ولكن بماذا تفيد الديمقراطية والحرية في مجتمع نفتقد فيه الإنسانية! هناك مقولة تقول: إذا غير الإنسان من ذاته وطبيعته يصبح قادراً علي تغيير مصيره ومصير تاريخه ولا يرتبط ذلك بالجسم والمال بل بإنسانية الفرد التي تظل له فقط. فكيف نطالب بتغيير مصير شعب دولة ونحن نفقد يوماً بعد يوم إنسانيتنا. أصبحنا نهاجم بعضنا البعض بطريقة سلبية انتزعت من قلوبنا الرحمة أصبحنا نشمت في بعض. تحولت قضايا الوطن لقضايا شماتة وكأن ليس الهدف الرئيسي محاربة الفساد لصالح الدولة بل محاربة الفاسدين لرغبة شيطانية تمتلكنا حيث أصبح الجميع يشعرون بأنهم ملائكة ترفرف حول شياطين الفساد ولا نعلم بأن في الحقيقة كلنا فاسدون بلا استثناء ولكن بدرجات ومستويات متفاوتة حينما طالبنا بمحاربة الفساد وتحقق ذلك وأصبح الفاسدون يسقطون واحدا تلو الآخر. نسينا أن نطالب بعودة الإنسانية والرحمة التي بها نكون حققنا ما نريد تحقيقه. ولكن ماذا يفيد مجتمع يبحث عن التقدم في كل شيء ويطالب بحريته وفاقد لإنسانيته! بماذا تفيد الحرية بدون إنسانية!
أصبح في مصر 90 مليون مفت و90 مليون قاض. أصبح الجميع يتدخل في كل شيء لا يخصه ولا يعنيه وبدلاً من التركيز في عمله أصبح الجميع يتدخل فيما لا يعنيه ثم يتساءلون ما أسباب تأخرنا؟! فأصبحت القضية التي تعرض علي القضاء. أشعر بأنها وزعت علي الـ 90 مليون مواطن وأصبح حديث الكل علي مواقع التواصل الاجتماعي وعلي أرض الواقع حول القضايا وماذا حدث وما النتيجة! فكيف ذلك! الكل يتدخل في مهنة الآخر وكأنه مُلم بها! ويفقه أكثر من شاغليها!
أصبح الفساد اليوم قضية رأي عام وكل من يسقط في بئر قضايا الفساد يلتف المجتمع حوله وقبل البت في القضية يبدأون بالتطاول عليه وتجريحه وكأن المتهم ينال العقوبة من القاضي ومن المجتمع! ولا يعلموا بأن المتهم برئ حتي تثبت إدانته ولا يعلم الجميع ان كلنا مشاركون في ذلك الفساد والفساد نال من كل القطاعات ولا استثني أي قطاع في الدولة. ففي كل مكان يوجد الصالح ويوجد الطالح وأحياناً الطالح يتساوي مع الصالح في الفساد عند علمه بفساده ولم يحرك ساكناً ويتركه يغرق في بئر الفساد!
فمن المحزن حقاً ان الموكلين إليهم حل مشاكل الوطن هم أنفسهم من يتسببون في مشاكل الوطن أي هم حقاً المشكلة. المحزن في مجتمعنا من تحال إليه البت في قضايا الوطن متهمون أيضاً في تلك القضايا. من المحزن ان هناك من الأطباء من باع ضميره ويقوم بسرقة أعضاء المريض مخلاً بشرف المهنة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف