المساء
طارق مراد
استبدال الجبلاية.. وصراع حياتو والجرف
مازال قرار الاستبدال المفاجئ لاتحاد كرة القدم يمثل علامة استفهام كبيرة كونه صدر في منتصف الموسم.. ويمكن القول إن اتخاذ الجبلاية لهذا القرار الخطير في التوقيت غير المناسب يهدف لمجاملة بعض الأندية ويخفي وراءه مصالح خاصة شخصية لبعض مسئولي الجبلاية في إطار تسديد الفواتير الانتخابية.. وما يزيد الدهشة من تصرفات مسئولي الجبلاية ان الجمعية العمومية الطارئة رفضت هذا المقترح الأخير وهو ما يعني أن الجمعية العمومية "مش في دماغ" الجبلاية وأنها مازالت تنظر لأعضاء الجمعية العمومية علي أنهم مجرد بصمجية وعليهم السمع والطاعة.. وبالتالي فإن إصرار مسئولي الجبلاية برئاسة المهندس هاني أبوريدة علي تطبيق نظام الاستبدال في منتصف الموسم يعكس عدم احترامها لأعضاء الجمعية العمومية الرافضة للاستبدال كونه يخل بالنظام العام لمسابقة الدوري ويهدم مبدأ تكافؤ الفرص لأن المنطق وقوانين الرياضة في العالم بأسره تنص علي أن المسابقة التي تبدأ بشروط ولوائح يجب أن تنتهي بها.. والسؤال الذي يفرض نفسه أين كان السادة خبراء مجلس الأنس بالجبلاية في بداية الموسم وهم يضعون شروط وجدول ولوائح مسابقة الدوري هذا الموسم 2016/2017 لماذا لم يتم إدراج تطبيق الاستبدال ضمن شروط الدوري قبل انطلاق المسابقة.. هل كانت تلك الفكرة الجهنمية غائبة عن جهابذة الجبلاية.. هل راحت عليهم نومة وقبل ان يستيقظوا جاءهم هاتف في المنام بأهمية تطبيق الاستبدال لأنه طوق النجاة لانقاذ الكرة المصرية من الغرق والبوابة الوحيدة لتطويرها والنهوض بها في زمن البيزنس والسبوبة.. إن هذا التصرف الغريب من مجلس إدارة الأنس بالجبلاية يؤكد ان الكرة المصرية عندهم تدار بطريقة "سمك.. لبن.. تمر هندي" فتعديل لوائح مسابقة انتهي نصفها والقفز عليها بلوائح جديدة يجعلنا نصف جهابذة الجبلاية بأنهم حفنة من المبتدئين في عالم الإدارة الرياضية.. لأن إقدامهم علي تطبيق الاستبدال في هذا التوقيت لا تفسير له سوي أنهم ينظمون دورة رمضانية علي الكيف والمزاج وبالحب كده وليس مسابقة الدوري العام كبري المسابقات الرياضية علي الاطلاق اقتصادياً وفنياً وجماهيرياً داخل مصر المحروسة وأعتقد أن تلك المهزلة يجب ايقافها واحترام نظام المسابقة وعقول وقرار أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بعد أن أثبتت في اجتماعها الطارئ أنها لم تعد جمعية "كفتة وكباب" وأصبح قرارها من رأسها وتعرف حقوقها كاملة.
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" برئاسة عيسي حياتو أصدر بياناً من الجابون في ختام اجتماعاته التي أسفرت عن الإعلان عن ترشيح الكاميروني حياتو لولاية ثامنة علي قمة الكرة الأفريقية.. وهو المنصب الذي تولاه منذ عام ..88 المهم ان بيان الكاف صدر رداً علي القرارات الشجاعة والجريئة التي اتخذتها الدكتورة مني الجرف رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار والتي تضمنت إحالة عيسي حياتو رئيس الكاف للنيابة العامة لمخالفته لقوانين الدولة المصرية بإسناد بث بطولات الاتحاد الأفريقي لشركة معينة داعماً للاحتكار حينما تجاهل عرضاً أفضل لشركة منافسة.. وأكد البيان علي أن الاتحاد الأفريقي يعمل باستقلالية في إدارة شئونه دون وصاية من أحد.. ومن الواضح ان عيسي حياتو ورجالاته الأفاضل نسوا ان الميثاق الأولمبي الذي يحتمي به مسئولو الاتحادات الدولية أو المحلية علي السواء ينص علي لوائح هذه الاتحادات يجب ان تكون نابعة ومنبثقة وخاضعة لقوانين دولة المقر وما ارتكبه حياتو من دعم سياسة الاحتكار يمثل مخالفة لقوانين الدولة المصرية التي يقع علي أراضيها الاتحاد الأفريقي.. وأمام هذا البيان للكاف والذي يتحدي فيه قرار إحالة حياتو للتحقيقات.. أقول للدكتورة المحترمة مني الجرف ان الرصاصة انطلقت من مسدسك عندما فجرت تلك القضية الشائكة واقتحمت عش دبابير الكاف وقررت إحالة زعيمه للنيابة العامة وأعلنت بطلان تعاقده مع الشركة المحتكرة لبطولات الاتحاد الأفريقي.. وبالتالي فإنك لن تستطيعي إعادة الرصاصة والمطلوب منك ان تواصلي وتستمري في الدفاع عن قضيتك التي فجرتها بشجاعة حتي النهاية حتي يعلم الرأي العام من منكما علي حق.. وهل أنت تسرعت في الإقدام علي تلك الخطوة أم أنك علي حق وعندئذ فمن يدري فقد يكون مصير مسئولي الكاف مثل مصير عصابة بلاتر رئيس الفيفا السابق قبلة الفساد الرياضي في العالم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف