البعض ممن يتصفون بالسذاجة أوفقر في العقل والرشادة قد يثقون في قريب أو صديق أو جار أو مدير بدرجة كبيرة ومن ثم قد يأتمنه علي أغلي ما يملك، سواء مادي أو معنوي، مثلاً أحد الناس الذين يعملون بالخارج ومن خلال توكيل لأحد أقرباءه الذي يستولي لنفسه علي ما وكله فيه وقد يكون كل ما يملكه مقابل شقاءه سنوات طويلة بالخارج . لون آخر من الخداع يتمثل في طلب إحدي الفتيات الحماية من رجل توسمت فيه المروءة والشهامة أن يحميها من مطاردة بعض الذئاب البشرية الطامعين في أعز ما تملك، وبعد أن تطمئن له من خلال كلامه المعسول والخادع، فيصمت أو يجبن أو يتواطأ مع من يغتصبها، بل قد يكون هو الذئب الذي يسلبها شرفها. طبيب وأثناء متابعته لإحدي الحالات المرضية التي بها بعض أنواع الإعاقة الخفيفة وكانت لفتاة فقيرة الحال بها مسحة من جمال، فأخذت الطبيب الشهامة –وقد يكون الحب-وطلبها للزواج، وبعد أن تمكنت بعد مسكنة تجبرت وإستأسدت عليه وعاني منها الأمرين في صورة إهانات وقد تصل للضرب وكان صابراً عليها من اجل الأبناء، لكن للأسف إنتهي به الحال لدخول إحدي المصحات النفسية. هؤلاء المخدوعين ومن علي شاكلتهم، يختلفون في تفاعلهم أو رد فعلهم فيمن خدعوهم فالبعض لا يعترفون ولا يريدون أن يصدقوا أنهم خُدعوا فيتمادون في التماهي مع خديعتهم ومن ثم لا يعترفون مكابرة بالحقيقة الواضحة كالشمس وكما لو أنهم هم يمتلكون أقدارهم وإختاروا تلك النهاية، البعض الأخر والنقيض للأول وهم الذين أفاقوا من كابوس وهول صدمة الخديعة علي غضب يتملكهم، وإنقلبت الثقة الي كراهية وعداء تجاه من خدعهم، النوع الثالث هم أصحاب الفضيلة والعقول الرشيدة، الذين يتصف سلوكهم بالغفران والصفح وكذلك الصبر والإحتساب إذا كانت الخديعة هينة، أما في حالة ضياع الحقوق فيطلوبنها بالطرق المشروعة مكا أمكنهم ذلك. العاقل المُعتدل هو من يحتطاد ويُعمل العقل ويأخذ حذره من تقلبات النفوس والدهر بشيء من المعقولية والموضوعية، ويقتدي بقول الرسول صلي الله عليه وسلم "أحبب حبيبك هوناً ما، فقد يكون عدواً يوماً ما، وأبغض عدوك هوناً ما فقد يكون صديقك يوماً ما".