المصريون
د. مصطفى السعداوى
القتل إشفاقاً
بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذا المؤده سئلت بإى ذنب قتلت ) صدق الله العظيم ....حقاً صدق الله العظيم وكذبتمً ياتجار الحروب يا من أحترفتم طرق ملتوية وطرائق غير قويمة لتحقيق سلطان زائل ومجداً لن ولم يدوم ... يامن زين لكم شياطين الانس جرم فعلكم ..فعصفت بكل شئ ( حرمة المسلم ) ...بأى دين تدينون ...والى أى قبلة تتوجهون ...أعيدو المشهد مرة أخرى وأنظرو إلي جرم فعلكم وكيف تناقضتم مع ثوابت أمتنا العربية وانظرو الى جرائمكم التي باتت لا تعصي ولا تُعد .. ما بين حاكم مجنون أغوتة السلطة وبريقها في سوريا فأدمن رائحة لحم شعبة المحروق وبات يرفع راية فوق جثامين الاطفال ..التى بترت ايديها وارجلهم دون جريمة أو ذنب وصعدت أرواحهم الى الله تشكو إلية قلة حيلتها وضعفها وهوانها على الناس .... وبين تأيدكم لنظام فارسي يستهدف آمتنا العربية في أمنها ...وبين دعمكم للصهيونية بتصرفاتكم الحمقي التي تحقق مخططاتهم ...ولا عجب في ذلك .. فلا ثوابت لكم اللهم إلا ما يحقق ويخدم مصالح الشاة والملالي في طهران. شيخ حسن ....سبق وأعلنت في غير أبهام ...... مسانده الرئيس السوري بشّار فى أعمال القتل والاجرام ضد ألابرياء ووعدت بوضع كلّ إمكانيات حزبكم في تصرّف الأسد كما زعمتم في حال تطلّب الأمر مساندة عاجلة للنظام السوري'.عارضاً مدّه بعناصر من القوّة الخاصّة في 'حزب الله' في أيّ وقت يحتاج إليهم حتّى لو تطلّب الأمر إرسالهم إلى الجبهات المفتوحة مع الثوار'.... وكان رد فعلنا المبالاه والاستهتار بحديثكم .... كما تعودنا منكم مؤخراً بإنكم ترفعون شعار (( أقوال لا أفعال )) وقلت على المستوى الشخصى ......أن النفخ فى التراب لا ينتج نار .....ولم أعتقد أنكم سوف ترتدى قناع المجاهد على أطفال سوريا .......وأنك تعلم مسبقاً أن قتل الاطفال ليس درب من دروب الجهاد .....وأن عباءة الجهاد التى ترتديها مزقتها بيدك فأصبحت مكشوف للجميع ولم يبقى إلا أن أقرع سمعك لعلك تفيق من حلم الجهاد وترحم أطفال سوريا . أولا : أنت لست المقاوم الأول يا شيخ حسن لا أنت ولا حلفاؤك الذين تدعي خوفك عليهم فقد سبقكم لها من سبقكم وعلمكم معنى الجهاد وكيفية أدائه وما زال فلا يفخرن احد علينا ونحن الأجدر بذلك أبناء مصر الحرة ، ولكنه التواضع لله ثم للوطن .... لقد نجحتم في المقاومة بعض الشئ ضد الصهاينة والتف حولكم الأنصار من كل حدب وصوب وكنا منهم ولكنكم سقطتم في السياسة فانفض أنصاركم من حولكم وشوهتم أنفسكم وسمعتكم حين أصبح الحكم هدفا نصب أعينكم تسابقتم إليه سباق عطشى الإبل على موردها وقطفتم ثماراً فجةً لما زرعه سلاحكم لدى مقاومة العدو، فعدتم كالمنبت لا أرضا قطعتم ولا ظهرا أبقيتم وأصبحتم أشبة حالاً برجل أشعل النار بنفسة وعندما أراد إطفائها سكب على نفسة الكيروسين معتقداً أنة مياة فما زادة الكيروسين إلا إشتعالاً فمات متفحماً . ثانيا : ياشيخ نعلم أن السياسة والانشغال بقتل أطفال سوريا وتأيد الحوثيين شغلك عن التفقه فى الدين فلتعلم أنة روى عن الحسين بن على رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ,ناكثاً لعهد الله , مخالفاً لسنة رسول الله ,يعمل فى عباد الله بالإثم والعدوان ,فلم يغير بقول أو فعل حقاً على الله أن يدخلة مدخلة ".فالساكت على فساد الحاكم مع القدرة على مقاومتة بالقول أو الفعل شريك له فى جريمتة. وها هو الحاكم المستبد يمطر شعبة بوابل من القنابل تحرق البشر والحجر والشجر...... ثمّ تدعونا لتأيدة للقتل وكأن القتل نزهة نأبى أن نرافقك إياها !! يا شيخ حسن المدفعية الثقيلة تقصف دير الزور وريف دمشق وكل ارجاء سوريا حتى تشبعت الارض من دماء الابرياء وما عادت فى حاجة للمزيد بعد ضاقت بطنها بالجثث!!!! هل هذه المقاومة التي تدعونا إليها يا شيخ ؟ . أي مقاومة يا شيخ حسن لا بل أيّ مزايدة وأطفال سوريا يذبحون بإيدكم كما تذبح النعاج ولا نسمع منكم إلا النحيب والصراخ ممزوجتان بلا حول ولا قوّة إلا بالله وليس بأيديهم الإصرار على الصمود فى مواجهه الحاكم المستبد أتعرف لماذا ؟ لأنه قدرهم ولا خيار لهم سواه . كلّ ذلك على مسامعكم قبل مسامع العالم دون أن يحرك أحد منكم ساكناً إلا بكلام لا يقبله عقل ولا منطق كقول من يتشبهون بكم " كتب علينا القتال وهو كرهاً لنا !! ، أيّ منطق في ذلك وأنت اللبيب صاحب الحكمة والعقل ؟. ثالثاً : ياشيح حسن تحدثت عن تأيدك لقاتل رداً للجميل وتطابق الموقف السورى معكم...... عن أيّ تطابق تتحدث يا رجل ؟ إبّان حربكم كان برّ لبنان وبحرها مفتوح أمام المساعدات والإمداد العسكري واللوجستي من كل العرب وليس سوريا وأيران فقط ، فحاربتم وصمدتم قتلتم وقتلتم.... من الذي يحرض ومن الذي يمول ومن الذي يسلح الجانب السورى المنقلب على شريعته قبل انقلابه على شريعة الآخرين ؟ من الذي يختبيء خلف كلمة الجهاد في سبيل الله ليذر الرماد في العيون ليخفي ما يبطن من أهداف جلها تصب في منزلة حب الحكم لا لتطبيق شرع الله في الأرض ولكن لتطبيق ما يختلج في نفوسهم من نزوات لحب السيطرة ولعل في قسمهم الذي رددوه على مسامعكم ومسامع العالم لأكبر دليل على ولائهم وانتمائهم...... ما وجه المقارنة بين حرب ضد عدوان صهيونى تطلب تأيد العرب كلهم ومجازر يرتكبها مجرمى حرب ضد أطفال ونساء وشيوخ ؟ القاسم المشترك هو حي على الجهاد, ولكنه أى جهاد أنة جرائم تستقيم بشأنها المسئولية الجنائية الدولية ..فأبداً لن يكون قتل الاطفال جهاداً.....ولن ترحمكم بعض الانظمة المؤيده لإهداف خاصة من شعوبكم عندما يجئ يوم الحساب..... ..وأن غداً لناظرة قريب ...!! أنت تعرف ذلك كله ولكنك تبيع خداع وتستعرض عضلات وليتك تعلم إن الشعب المصري الذي خرج مؤيدا لك في 2006 هو الشعب المصري الذي رفضك وهو الشعب الذي دائما داعماً للحق مع الحقيقة لحظة حدوثها بصرف النظر عن نهج قيادتة السياسية ، ليس خوّانا ولا جبانا ولا ينتظر أحداً ليستنهض فيه النخوة ، فهو الشعب الكريم المعطاء المضحي على مر أيام التاريخ والكل يعرف ذلك. رابعاً : يا شيخ حسن بأى منطق تتحدث وإلى أي قبلة تتوجة حتى يتثنى لنا الرد عليكم فالمتابع لكم يجد تبديل في المواقف وتغير ما بين لحظة وأخرى بل في الخطاب الواحد يجد مواقف متناقضة بل قل متنافرة مع بعضها البعض ...قلت " نحن على إيمان بخيارنا وعلى استعداد لمواجهة أي عدوان على أرضنا أو بلدنا أو كرامتنا وهذا شعار كتبناه بالدم.... حتى لو كن العدوان داخلياً "هل ترى كيف رجعت إلى فطرتك في هذه العبارة ؟ ألا ترى بأن من حق الشرعية اليمنية ايضاً وفق خيارهم وإمكانياتهم وقدراتهم يدافعون ضد شيعتكم الحوثيين أم أنهم مازالو قصر مشمولين بولايتك ووصاية طهران الذي ورثهم من سابقة الملالي والشاة أم أن الخروج على الظلم حلال عليكم حرام عليهم ؟علمًا بأنهم كانوا رأس الحربة في الدفاع عن هذا الدين وهذه الأمة فلا قبل يولد حزبكم الكريم بمئات السنين .وياليتك تعلم أو تتعلم أن الأرض العربية عاش عليها مثلك الكثير من مدعى البطولة والقيادة وعندما مرت عليهم الأيام وأصبحوا نسياً منسيا ..تعففت كتب التاريخ أن تذكر عنهم شيئاً ..فما أروع أن تعود إلى رشدك ويكفى شعب اليمن منك والحوثيين ما عانى .. وليبحث الشاه الإيراني عن أستئجار قاتل أخر ... وعدت أنت إلى دارك ..شق الجيوب ..وألطم الخدود على الحسين رضي الله عنة ...وعلى جرائمك في حق أطفال سوريا... واليمن , وكل الدول العربية التي طالتها جرائمكم الفظة فما أقبح جريمة قتل الأطفال أستئجاراً... خامساً :يا شيخ عند زيارة الرئيس الامريكى الأخيرة للمنطقة قال في غير أبهام حتى يدرك أصحاب العقول الناقصة التي شغلها حب السلطة والسعي إليها قال بحصر اللفظ (( أن إسرائيل ليست في حاجة إلى تصريح لتقرير أي خطر تواجهه في المنطقة ولها رد هذا الخطر ))..هل تعلم مدلول هذا التصريح ...أنة تصريح بضرب إيران في أي وقت دون أن يتطلب الأمر الرجوع إلى أمريكا ..فلتأخذ الموقف جدياً وأحتفظ بطلقات الرصاص جيداً في مخازنكم السرية علينا والعلنية للمخابرات الصهيونية ولترحم الشعب السوري واليمني من عنترية زائفة ستحتاجها يوماً للبحث وسط الركام عن صديقك الإيراني أذا تجاوز حدود الدور المرسوم له ولكم بالتبعية ولتعلم ان الرصاص الأبيض ينفع صاحب العمل الأسود..وقريباً جداً سوف تجد نفسك مجبراً أيضاً على رد الجميع لإيران... سادساً :إن إقامة العدل وتحقيق القسط هو الركيزة الأهم لأي تنظيم اجتماعي‏.‏ ومن هنا كان حق المواطن علي الدولة في أن إقامة العدل بين الناس لا قتلهم أو تشريدهم ‏,‏ فالعدل أساس نشأتها وشرط بقائها‏,‏ ومن هنا أيضا كان واجب الدول في حماية شعوبها وتوفير الأمن والأمان لا القتل والتشريد ويكفيهم من الجرائم هذه الجريمة أوليس من حق الضعيف إذا ناله ضيم أو حاق به ظلم أن يطمئن إلي أنة عزيز بنفسه مهما كان خصمه قويا بماله أو نفوذه أو سلطانه؟ فإذا كان الإسلام كفل كل ذلك فلماذا تصرو على أهدارة تحت زعم رد الجميل .. ومناصره الزعيم القائد الشاب الذي لم ينل حظه من أي تعليم ( الحوثي) ...لتعلم أن الانشغال بالسياسية والبحث عن المصالح أنستكم كما أنست غيركم أمور دينكم ..فأصبحتم بلا ركائز دينية ولا فكراً سياسياً .....وكل الرجاء أن تبلغ أسيادك أن الشعب المصري رغم الظروف الصعبة الذي يمر بها ..أقتصادياً وسياسياً له غضبة على أمتة العربية واسأل التاريخ ليقص لك ما تجهل عنة, وعن غضبتة . سابعاً : شيخ حسن ..سأخاطبك كإنسان أن كان للإنسان بداخلك مكان..... هل في الوجود من مستضعف مغلوب على أمره أحق من هؤلاء المغلبون على أمرهم من أطفال ونساء وشيوخ الذين لم تضع حياتهم هباء، بل صنعت ثورة ولسوف يجئ اليوم ليقتص لهم من الآثمين وينزل بهم العقاب الرادع الزاجر لا لترتد إليهم أرواحهم ولكن قصاصاً . انتم حباكم الله من متاع الحياة الكثير : المال والجاه والنفوذ فعثيتم في الأرض فسادا واستهنتم بأرواح البشر ، نسيتم أنها أمانة فخنتم الأمانة فكان عدد ضحاياكم يجاوز مئات آلاف وأضعافهم من المهجرين غير متاعهم وأموالهم ......خالفتم ضميركم واستهانتم بالأرواح وكان بمقدوركم الكثير لفعله ، تركتوهم يصارعون الجوع والعطش والبرد ، مات منهم من مات وجرح منهم من جرح ليس هذا فحسب بل تعقبتموهم ليلاً لقتلهم بعد أن كمنت لهم في معابدكم التي أقمتموها في سفاح الجبال ....ما أبشع على المرء من أن يرى أبيه أو أمه فلذة كبده أو صديق أو رفيق رحلته يموت أمامه جوعاً وعطشاً وبرداً انتظاراً لأمل لن و لم يتحقق ,فصعدت الأرواح لبارئها ليست راضية ولا مرضية تشكو له وتئن من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .يا شيخ حسن ..من ينجيكم من حساب الرحمن في ظل عدالة قدسية الإحكام والميزان لا تعرف لغة إلا العدل وأخيراً.....يا شيخ حسن ..لتعلم أن الصغار لا يبنون دول ولا يقيمون حضارات ولا يصنعون تاريخ ...بل يفسدون ويحاولون صنع مجداً شخصياً ....حتى ولو كان عن طريق القتل أستئجار ... وأن مجرد إلقاء خطبة في أستاد الراية الرياضي في جنوب لبنان لن تصنع منكم زعيماً ...فهذا نهج من تسيرهم الأمور ..لا من يسيروها..... من يحاولون أن يلمعوا أنفسهم تحت بريق الأضواء الكاشفة ليلاً بعد أن تكون نامت شعوبهم ... فالحضارات ومستقبل الشعوب لا يتم صناعتها في الصالات المغطاة ...ولا حتى المفتوحة ...هل وصلت رسالتي شيخ حسن... لقد نفذ رصيدكم. استاذ القانون الجنائي بجامعة حلوان

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف