جمال سلطان
هوان المصري في مطارات بلاده !
هذه المأساة أصابت ملايين المصريين خلال العام الماضي فقط ، ممن يذهبون إلى مطار القاهرة الدولي لاستقبال ذويهم العائدين من الخارج ، وبعضهم يأتي من مدن بعيدة عن القاهرة ومعه أطفال ونساء وعجائز ينتظرون الفرحة بقدوم أبنائهم ، فيظل واقفا أمام بوابات المطار الخارجية في الشارع ساعات ، أحيانا تكون في وقت من البرد الشديد أو المطر العاصف أو قيظ الصيف الذي يعتصرك اعتصارا ، بينما صالات الاستقبال التي صممت أساسا ، وأنفقت عليها أموال الشعب ، من أجل استقبال المودعين أو المستقبلين في مكان لائق ومكيف فارغة وممنوع دخولها على المصريين ، بدعوى إجراءات أمنية للحماية من مخاطر الإرهاب ، وهو إجراء لا تجده في أي دولة محترمة ولا حتى من جمهوريات الموز ، بما في ذلك الدول التي ضرب الإرهاب مطاراتها ، خاصة وأن الإرهابي لا يعجزه أن يشتري تذكرة سفر رخيصة للدخول إذا أراد الإقدام على جريمته ، كما أن صالات الاستقبال لا يتم دخولها أساسا إلا بالمرور عبر أجهزة تفتيش دقيقة ، ويفترض أنها خاضعة لمراقبة أمنية دقيقة أيضا ، ومن ثم ، فلا معنى لهذا الإجراء الذي يمثل إهانة حقيقية وقلة قيمة للأسر المصرية ، ومبعث سخرية عند الأجانب الذين يرون هذا المشهد العجيب الذي يحتقر أبناء الوطن ويهينهم . لقد وصل الحال بأحد السادة المستشارين إلى رفع دعوى أمام القضاء الإداري ضد كل من : وزير الطيران بصفته ، و وزير الداخلية بصفته ، وجاء في نص الدعوة التي تم تسليمها صباح اليوم : الموضوع : ذهب الطالب فجر الجمعة 13/1/2017 إلى مطار القاهرة يستقبل بنته وصغارها فوجد صالات الانتظار لا يسمح للمستقبلين بالجلوس فيها ووجد المستقبلين يقفون على أقدامهم في الشارع خارج المطار في برد قارس يخترق أبدانهم ويزلزل أركانهم ولما سأل الطالب قالوا أنها تعليمات من السادة والقيادات ، وحيث أن التذرع بالحالة الأمنية مسألة ليست مقبولة ولا منطقية ، في وجود بوابات الكترونية ، وحيث أن المجرم أو الإرهابي وحتى يدخل إلى المطار ليصنع شرا وسوءا لا يعجزه أن يحجز تذكرة سفر إلى أية جهة من الجهات ثم يدخل مسافرا إلى داخل مبنى المطار ، وحيث أن صالات الانتظار في داخل مطارات الدولة مجهزة بمقاعدها ومطاعمها لانتظار المستقبليين والمودعين ، وحيث أن ترك المصريين المستقبليين أو المودعين في الشارع في برد الشتاء أو حر الصيف يدل على منتهي الإذلال والامتهان والاستخفاف بالشعب المصري واحتقار كرامته ، وهو أمر لا وجود له في كل مطارات العالم ، وحيث أن السادة المسئولين خدام لدي مخدومهم الشعب المصري ولا يقبل في منطق أو يسوغ في عقل أن يسعي الخادم في احتقار مخدومه وامتهان كرامته والاستخفاف به وعدم الالتفات إلى إنسانيته . لقد توافق الشعب المصري على الدستور الذي وضع رعاية للمواطن وليس رعاية للرئيس أو المسئولين ، وجاء نص المادة 51 من الدستور صريحا قاطعا في دلالته قولا واحدا : " الكرامة حق لكل إنسان ولا يجوز المساس بها وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها " ومن ثم فإنه يحق للطالب أن يطلب الغاء القرار السلبي بامتناع المدعي عليهما بصفتها من السماح للمصريين المستقبلين والمودعين بانتظار القادمين والمغادرين في كافة مطارات الدولة في داخل صالات الانتظار وما يترتب من ذلك من أثار . ولما كانت الحاجة إلى الانتظار داخل صالات الانتظار حاجة ماسة وضرورية إذ أن حركة الاستقبال والتوديع على مدار أربع وعشرين ساعة . ومن ثم فإنه يحق للطالب أن يطلب الحكم وبصفة مستعجلة بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه . لــذلك أولا : الشق المستعجل : يطلب الطالب وبصفه مستعجلة الحكم بوقف تنفيذ القرار السلبي بامتناع وزير الطيران بصفته ووزير الداخلية بصفته عن السماح للمصريين المستقبلين والمودعين في كافة مطارات الدولة بالانتظار داخل صالات الانتظار المخصصة لذلك. وتنفيذ الحكم بمسودتة وبدون إعلان . ثانياً : وفي الموضوع بقبول الدعوي شكلاً وفي الموضوع بإلغاء القرار السلبي بامتناع المدعى عليهما بصفتهما عن السماح للمصريين المستقبلين والمودعين في كافة مطارات الدولة بالانتظار داخل صالات الانتظار المخصصة لذلك وما يترتب على ذلك من أثار. المدعي : المستشار / حمدي مجاهد الشيوي أرجو أن لا ينتظر المسئولون الذين عنتهم الدعوى حكما من المحكمة لكي يحترموا المواطنين والأسر المصرية ويوقفوا هذا الهوان وإهدار الكرامة اليومي ، وأن يكون هناك قرار عاجل بإلغاء هذا الإجراء السخيف وتصحيح الوضع .