عبد الرحمن فهمى
ذ كر يات .. الإعلام المصور مطلوب بعد المعارك
لا شك أن الجيش والشرطة يخوضان ببسالة وكفاءة أخطر أنواع الحروب. وهي حرب العصابات.. في الحروب العادية العدو معروف ومحدد وواضح.. ولكن في حرب العصابات العدو جبان ورعديد ويختبئ في كل مكان.. لذا مطلوب بداية تحديده ثم البحث عنه. وإذا وجدته فالحرب بلا مواجهة.. حرب من وراء جدران وسط مدنيين وخلف أبرياء.. قالوها زمان.. تطهير سيناء مأمورية سهلة ممكن تنتهي في أيام وربما ساعات. ولكن الخوف علي الأبرياء والمسالمين البعيدين عن أي صراع. هو الذي يمنع الجيش والشرطة من عمليات الإبادة الجماعية. التي لن تفرق بين وطني وإرهابي.
وخلال هذه المهمة الشاقة يقوم الجيش بتحقيق أحلام مصر القديمة في كل فروع الحياة.. حتي الزراعة والتموين والطب وكل الأمور الحياتية العاجلة.. وأيضاً بناء مصر الجديدة التي لم توضع فيها طوبة علي طوبة. ولا جلدة حنفية طوال ثلاثين عاماً.. بدأنا المشروعات الكبري رغم حرب العصابات علي كل أنواعها وحرب الأعصاب وحرب الشائعات.. والحرب الإعلامية أيضاً.
* * *
فقد لفت نظري في صحف صباح السبت المعركة الباسلة التي خاضها الجيش والشرطة معاً التي أسفرت عن مقتل 11 إرهابياً من تنظيم أنصار بيت المقدس وتدمير مخزن للعبوات الناسفة مع صورتين مكررتين في كل الصحف ومن قبل علي الشاشة.
لذا أتمني أن تكون هناك وحدات إعلامية بجوار الوحدات المقاتلة لالتقاط أكبر عدد من الصور والأفلام لعرضها علي الجمهور كله. طبعاً ولكن يهمني جداً أهالي الجنود الشهداء الذين يرون بأعينهم مصير القتلة المأجورين الذين يقاتلون بلا هدف ولا دفاع عن وطن ولا غرضاً نبيلاً مثل دفاعاً عن استقلال بلد أو رداً علي عدوان غاشم.
الناس لا تشك لحظة في دقة وصدق البيانات الرسمية.. حكايات صوت العرب وأحمد سعيد ودولة إسرائيل تقوم بعد أن ألقيناها في البحر.. حكايات زمان!!.. هذا لم يعد ولن يعود.. ولكن تصوير المعارك لها مفعول السحر في قلوب ووجدان الآباء والأمهات والزوجات.. لا أريد خروج الوحدات الإعلامية مع القوات.. لا.. بل هذا قد يكون في غير صالحنا.. ولكن لماذا بعد المعركة وهروب الجبناء؟!.. لماذا بعد المعركة لا يتم تصوير من عدة زوايا جثث الأعداء.. والتركيز علي وجوههم ليراها زملاء لهم. ربما يعودون لرشدهم.. ولا يستمرون في معارك لا تهمهم؟!.. لا أريد تصوير المعركة نفسها إلا إذا كانت مضمونة النتائج في صالحنا. حتي لا تسجل هذه الأفلام. ما هو في مصلحة العدو الغادر.
بل لماذا لم يتم تصوير فيلم كامل عن إعدام حبارة المجرم.. ليراه أهالي الشهداء لإطفاء النيران التي في قلوبهم؟!!
* * *
زمان.. في الخمسينيات.. عندما تقرر إعدام كل زعماء الإخوان سيد قطب وعبدالرحمن عودة "علي فكرة هو شقيق الممثل الكبير عبدالغفار عودة" وغيرهم.. ظهرت فكرة تصوير عملية الإعدام.. ولم يكن التليفزيون قد دخل مصر بعد.. رفض عبدالناصر شخصياً بنفسه هذه الفكرة. وأصر عليها بحماس وقال: إن هؤلاء أيضاً لهم عائلات وأهل لا ذنب لهم.. ولكن الوضع الآن مختلف تماماً.. وأتحدي أن يتعرف أحد علي هؤلاء الذين استأجرهم العدو من دول بعيدة!!!... عبدالناصر نظر للموضوع من الناحية الإنسانية المحضة.. ولكن هؤلاء المأجورين لا يستحقون أي رحمة أو شفقة. أو إنسانية.. اقتلوهم وصوروهم. واعرضوا صورهم من أجل إراحة قلوب أهالي الشهداء.