مرسى عطا الله
السلام المستحيل والبعيد!
2 ــ أتابع باهتمام وقلق مجريات مؤتمر باريس بشأن القضية الفلسطينية الذي انطلقت أعماله أمس وللأسف فإنني أستشعر فشلا لأن الفكر الإسرائيلي تجاه عملية السلام مازال بعيدا وبعيدا جدا عن الحد الأدني والضروري لبناء سلام حقيقي بدليل الإصرار علي مقاطعة مؤتمر دولي بهذا الحجم من المشاركة « 70وزير خارجية».
وسوف أضرب مثلا بما تسرب عن الرؤية الإسرائيلية لمستقبل ومصير المستوطنات التي تمت زراعتها في الأراضي الفلسطينية فلا زالت إسرائيل تعارض تفكيك وإزالة المستوطنات وتتحدث فقط عن إمكانية بقاء بعض هذه المستوطنات ذات الكثافة العددية المحدودة تحت سلطة الدولة الفلسطينية المرتقبة وفي ظل قوانينها مثلما هو الحال بالنسبة لعرب عام 1948 الذين مازالوا يعيشون داخل الخط الأخضر في الدولة العبرية وتحت سلطتها وقوانينها أما المستوطنات ذات الكثافة السكانية العالية فإن لسان حال نيتانياهو وحكومته يتمسك بأنه من المستحيل إزالتها أو تفكيكها أو حتي الإبقاء عليها كما هي.. وأنه إذا كانت إسرائيل يمكن أن تتنازل عن موقفها وتقبل بحل الدولتين فإن شرطها الأساسي أن يتم إخراج هذه المستوطنات من إطار أية مفاوضات ,وأن يتم ضمها تلقائيا للدولة العبرية بعد إجراء التعديلات الحدودية اللازمة.
أي عقل وأي منطق يمكن له أن يقبل بتلك المقارنة الفجة بين الفلسطينيين الذين تشبثوا بأرضهم ورفضوا النزوح إبان نكبة عام 1948 وبين المستوطنين الذين اغتصبوا الأراضي الفلسطينية بعد نكسة يونيو 1967 لتبرير ادعاء إسرائيل بحقها في الإبقاء علي المستوطنات ورفض إزالتها.. بل إن إسرائيل تطالب بأن تتعهد الدولة الفلسطينية المحتملة بتوفير ما يوازي ٪60 من استهلاك إسرائيل من المياه وأنه لضمان وصول هذه الإمدادات فإن الأمر قد يتطلب تعديلات حدودية جديدة تضاف إلي جملة ما تم اقتطاعه من أرض فلسطين... للأسف الأمل ضعيف طالما استمرت المماطلات الإسرائيلية علي حالها خصوصا مع مجييء ترامب رئيسا لأمريكا والثلويح بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس!
خير الكلام:
<< عاند كما تشاء ولكن إياك أن تفقد بوصلة الاتجاه الصحيح!