المساء
محمد جبريل
ترامب.. هل يظل مثيراً للجدل؟
آخر ما نتذكره من مشكلات رافقت دخول الرئيس الامريكي المنتخب البيت الابيض. لما اعترض المرشح الديمقراطيي آل جور علي خطأ في تسجيل ناخبي إحدي الولايات الامريكية. وحين أعيد الفحص تأكد فوز المرشح الجمهوري جورج بوش الابن.
العادة أن ينشأ الاختلاف من رفض المرشح الخاسر نتيجة الانتخابات.. لكن الرئيس الامريكي الجديد خالف التوقع قبل جلوسه في الجناح البيضاوي بالبيت الابيض. أخذ المبادرة بإثارة الخلافات. ليس مع هيلاري كلينتون مرشحه الحزب الديمقراطي فقط. وإنما ضد العديد من أطياف المجتمع الامريكي. من ساسة وإعلاميين وفنانين وحتي الشباب الذي دفعت تصريحاته العنيفة عشرات الالوف من الشباب للتظاهر غداة إعلان فوزه.
نصف شخصية ما بأنها مثيرة للجدل ظني أن ترامب من أشد الشخصيات الامريكية إثارة للجدل. منذ لحظة إعلان اعتزامه الترشح لمنصب رئاسة الدولة الاقوي في العالم.
استعيد تعبيراته بغمزة العين. وباليدين. ومط الشفة. والحرص علي لفت الانتباه. وهو يتحدث عن اعتزامه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلي القدس. وتسفير الملايين من المقيمين في بلاده بطريقة غير شرعية وإقامة سور بطول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك لمنع الهجرة من دول أمريكا اللاتينية. مع وعد بأن تكون تكلفة ذلك السور علي نفقة حكومة المكسيك. كذلك منع المسلمين من دخول بلاده التي تخشي الارهاب. في حين أنها- لا تعجب!- المدافع الاكبر عن السلام. والحصول علي مقابل حماية من الدول التي زعم أن بلاده تدرأ عنها الاخطار دون مقابل وأشار إلي السعودية وقطر وكوريا الجنوبية وتايوان. ومواقف أخري كثيرة وتصريحات نارية تشير إلي أن الادارة الامريكية المرتقبة تعد لعالم جديد ليس أفضل حالاً من عالمنا المسكين الحالي.
إلي جانب ذلك. فقد خاصم ترامب الاعلام الامريكي. أخذ عليه مناصرته للمرشحة كلينتون ووجد في تغريدات التويتر ما يغنيه عن ادعاءات وسائل الاعلام وفبركاتها. واتخذ خطوات تلقي ظلالاً علي صحة ترشيحاته ومنهجه السياسي بعامة فالقائمة حافلة بأسماء أصهار وملياديرات ودعاة حروب وذوي سوابق في التآمر والعمليات المشبوهة.
الايجابية الواضحة في هذا المعترك الخصامي هي العلاقة الطيبة بين الرئيس الامريكي المنتخب والرئيس الروسي بوتين. وهي العلاقة التي أكدها بوتين في عدم اتخاذ اجراء مماثل لقرار الرئيس أوباما بطرد 35 دبلوماسياً روسياً من بلاده فضلاً عن إغلاق مركزين ثقافيين لموسكو في ولايتين أمريكيتين هل يجد ذلك كله انعكاساً للسياسة الامريكية في عهد الرئيس الجديد؟
لا شك ان عصر القوة العظمي الوحيدة لم يعد قائماً. ولا وارداً وإذا كانت واشنطن قد أفلحت في تفكيك الاتحاد السوفيتي بما هيأها لدور القوة الوحيدة فإن ما يحسب لترامب تخليه عن الشوفينية في فهمه لطبيعة الاوضاع السياسية الحالية في العالم. استردت روسيا معظم ما فقدته من تأثير في المشهد السياسي العالمي وفرضت الصين نفسها كقوة هائلة في المشهد. وثمة اليابان وألمانيا والهند وغيرها من الدول التي غيرت من خريطة الجيوبوليتيكا في العالم.
ولعلي علي ثقة ان التصريحات التي أملتها دغدغة مشاعر الناخبين. ستلقي مراجعة ليس من ترامب وحده. بل من طاقمه المعاون حتي بدلوا اليقين الذي استقروا عليه طيلة حياتهم السياسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف