بالقطع، لا يهم أى منا إطلاقا تكبير او تضخيم أى حادث طائفى أو شبه طائفى لأنه ببساطة أمر شائن يتنافى مع روح مصر، ومع حقيقة الرابطة التى لا تنفصم بين مسلمى مصر وأقباطها. غير أننى مثل كثيرين ــ شعرت بالدهشة والاستغراب بعدما قرأت فى صحف الأمس عن القضية التى شاعت إعلاميا باسم «ضحية التعرية» - التى وقعت فى أبو قرقاص بمحافظا إلمنيا فى مايو الماضى أن النيابة «حفظت التحقيق» فى واقعة التعدى على المواطنة سعاد ثابت عبد الله. فالواقعة ذاعت فى ذلك الحين على وسائط التواصل الاجتماعى المختلفة، مثلما أذيعت على كثير من وسائل الإعلام، و مقتضاها أنه فى سياق خلاف وقع فى قرية «الكرم» بأبو قرقاص بإلمنيا بين السيدة القبطية سعاد ثابت (70 عاما) و بين رجل مسلم اتهم ابن سعاد « أشرف» بإقامة علاقة مع زوجته...قام الرجل بالتعدى على سعاد و تعريتها فى الشارع، قبل أن تقوم إحدى السيدات المسلمات بتغطيتها و اصطحابها إلى منزلها. لقد ذاعت تلك القصة فى حينها... فتحدث عنها الرئيس السيسى فى ذلك الوقت فى أثناء افتتاحه لمشروع الأسمرات للإسكان الاجتماعى فى المقطم، و قال: «القانون سوف يأخذ مجراه على الجميع...ومن يخطئ سيحاسب» وقال «لا يليق أبدا أن ما حدث يحدث فى مصر أو يتكرر...و من يخطئ فى مصر أيا كان ..سيحاسب». و قال ايضا «كل سيدات مصر لهن منا كل التقدير و الاحترام والإعزاز والمحبة، و لا اقول هذا مجاملة لهن». و من ناحية اخرى فإن مطرانية الأقباط الأورثوذوكس نشرت على موقعها على «فيس بوك» مقطعا للفيديو للسيدة سعاد ثابت تقول فيه أنها تشكر «سيادة البابا رسميا وسيادة الرئيس السيسى على المجهود إللى عمله معانا، و اشكر الأنبا مكاريوس....إلخ. كذلك فإن الأنبا مكاريوس ــ اسقف عام إلمنيا و أبو قرقاص ــ رحب بحديث الرئيس وقال: حديث الرئيس خير رد على من أنكروا الواقعة، ويغلق الطريق أمام الحلول العرفية “. ثم علمنا بعد ذلك أن النيابة العامة بأبو قرقاص أمرت بحبس خمسة متهمين على ذمة التحقيق...و امرت بضبط و إحار المتهمين!.....وبعد هذا نسمع مؤخرا إعلان حفظ التحقيق لعدم كفاية الأدلة؟! لقد قرأت أن إيهاب رمزى المحامى وعضو هيئة الدفاع عن المجنى عليها طلب إعادة فتح التحقيق. ما الحقيقة؟ و لماذا حدثت تلك البلبلة و من المسئول؟ أسئلة معلقة ننتظر إجابات عنها!